"الثقافة من ثقف الشيء وتثقف ثقافة وثقافات مختلفة ؛ وقد استعمل العرب قديما كلمة ثقاف وتعني الإستقامة وعدم الإعوجاج في سلوك الشخص بفكر مستنير وتأصل ومعرفة وعلم ؛ وتطلق كلمة ثقاف على الرماية التي يجب أن تكون ثابتة ومستقيمة كي تصيب الهدف الصحيح"
"والثقافة هي ثقافة أخلاق قبل كل شيء وأستعمال الكلام الطيب بأسلوب أنيق وفكر رشيد وبشخصية متزنة ؛وذلك بحسن التعامل مع أفراد المجتمع وحسن تعامل مع الأهل في البيت كالأبوين والأخوة والزوجين ومع الأصدقاء كذلك وزملاء العمل بتحضر وإلتزام"
"والثقافة على المستوى المعرفي هي جملة من المعارف ندرسها ونتلقاها من، المدارس، وجملة من العلوم الإنسانية كالفلسفة، التاريخ، والجغرافيا، والآداب واللغات المختلفة وعلوم الحياة والأرض والعلوم الطبيعية والفيزياء والكيمياء وعلوم التقنية والرياضيات ؛ ومعارف أصول الدين والفقه؛
وهي أيضا جملة من الكتب العلمية والتاريخية نقرأها لتحصيل الإضافة المعرفية من الموروث الفكري لكبار العلماء
وتشمل الثقافة الفنون الجميلة كذلك كالموسيقى والرقص والمسرح والسينما والرسم والنقش"
"والثقافة هي رجاحة عقل، يدرك جيدا معاني الأشياء في الوجود من حوله ويفقه لغة الوجود وفق قيم ومبادئ في كنف الإحترام والنزاهة وروح إنسانية"
"وعلى هذا الأساس المنهجي يمكن أن نقسم مفهوم الثقافة إلى أربعة مستويات وهي أطر ثقافية مهمة ننهل منها المعرفة والعلوم ؛ويمكن أن نسميها مدارس الحياة الأساسية التي تسهم في تكوين شخصية الفرد ليكون عنصرا فاعلا ومنجزا في المجتمع ؛ ولعل أبرزها":
" المدرسة الاولى: الأسرة كمدرسة أولى حيث تربي في الفرد جملة من القيم والمبادئ وفق سلوكيات وآداب، وأخلاقيات ثابتة والوالدان اللذان يربيان في الفرد، الأخلاق الحميدة وأصول الدين ويعلمانة كيف يتعامل
مع الناس بإحترام وينميان أفكاره ومواهبه الخاصة ولكل طفل نبوغه الخاص؛ وطباعه ؛ وذلك برعايته وتمتيعه، بحقوقه وتطوير نضجه الفكري وتأصيله
في القيم ، الأخلاقية" ٠
" المدرسة الثانية: فهي المؤسسة التربوية التي تساهم في تكوين شخصية الطفل بتلقينه جملة من المعارف والعلوم الإنسانية وتتكفل بصقل مواهبه وتطوير أفكاره وتشجيعه على النجاح والإرتقاء والتميز في سلم المعرفة ؛ وتنمي عقله المنتج وفق المنهج التعليمي وتهذب سلوكه لتعده بدورها عنصرا نافعا ومنجزا في المجتمع مكتسبا لمهنة أو وظيفة معينة" ٠
"المدرسة الثالثة: هي المجتمع : وهو مؤسسة إجتماعية يجني منها الفرد جملة من المعارف من خلال معايشة تجارب الآخرين والإستفادة منها بأخذ الجيد وترك الرديءفي إطار العلاقات الإجتماعية وحسن التعامل بين أخذ وعطاء ؛ حينها ينمو طموح الفرد، ويرتسم مسار حياته الصحيح المستقيم"
وفق تعايش إجتماعي سليم وتمسك بقيم أصيلة ثابتة، وكما يقول عالم الإجتماع ابن خلدون " الإنسان مدني بطبعه، وبالتالي في حاجة إلى التواصل مع الجماعة"
المؤسسة الرابعة: فهي المجتمع الدولي : وهو يسهم في تحقيق تقدم الأفراد وتطورهم الفكري وفق تبادل البرامج العلمية والإقتصادية والسياسية والعسكرية، والتبادلات الثقافية المعرفية في شتى المجالات والتنوع والتشجيع على الإستثمارات المنتجة الفعالة في الإقتصاد مما يحقق التنمية وتطوير المواهب والاطارات العليا في الدولة كذلك، والنهوض بالتعليم الدولي وبعث المؤسسات المتطورة، وتلقي معارف جديدة ومتنوعة بفكر تحديثي، وحتى على مستوى البرامج الإعلامية والتواصل الإجتماعي الخلاق والمفيد، وتشجيع الخبراء والباحثين في العلوم، وصقل كل المواهب في جميع الميادين وفي الرياضة وغيرها"
"وهكذا يتطور كل العالم وتتحسن أوضاع الدول والأفراد "
________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق