الإنسانُ في جوهرِه كائنٌ عقليٌّ نورانيٌّ
غيرُ منظورٍ أو محسوسٍ
هو موجودٌ مسبقاً في العالم ِ اللامنظور
فمنذ أن تتوفَّرَ الظروفُ لتشكُّلِ الجنينِ البشريِّ
تحلُّ الروحُ أو الجسدُ الأثيريُّ أو النوراني
والذي يحمل العقل الخالص ,تحلُّ هذه الروح
في رحمِ الأمِّ
وتبدأُ بتجميع الخلايا البيولوجية اللحميَّة حولها
كلُّ خليةٍ لحمية تناظرُ خليَّةَ أثيرية أو روحية
وهذا الكائن الأثيري أو الروحي يحمل العقل الخالدَ
فالعقلُ لا يستطيعُ التواصل مع الجسد البيولوجي
. والمحيط المادي إلاَّ من خلال الكائن الأثيري الروحي
والكائن الأثيري لا يمكنه التعايش
مع الوسط الفيزيولوجي
. إلاَّ من خلال جسد فيزيولوجي بيولوجي
إذاً الإنسان الذي نعرفُه يتكوَّنُ من ثلاثة مكونات
جوهرٌ عقليٌ خالصٌ يسكن أو يحمله
كائنٌ أثيريٌ ضوئيٌ او لنقلْ روحيٌّ .
وهذا الكائن الروحي ومعه العقل الخالصُ
يسكن في جسدٍ هيوليِّ بيولوجيِّ محسوسٍ وملموسٍ
فالكائن الحقيقي هو الكائن الروحيُّ الأثيريُّ
وما الجسد اللحميُّ سوى شبيهٍ ومتناظرٍ تماماً
خلية خلية مع الجسد الروحي الأثيري
وهذا ينطبق تماماً على الدماغ والجهاز العصبي
. وعلى كل الأجهزة الأخرى
فالجسد البيولوجي ينقل الأحاسيس
وكل ما يتعلق بالخبرات والسلوكيات المعاشة
والحسيَّة الى الجسد الأثيري والذي ينقلها بدوره الى العقل.
يأتي العقلُ صفحةً بيضاءَ الى الوجود لا هوِّيةَ له ولا شخصيَّة.
ومن خلال تعايشِه وخبراتِه وتجارُبه
. يكتسبُ هوِّيَّةً وشخصيَّةً فردية
تنتهي الحياة ينحلُّ الجسدُ البيولوجيُّ
يبقى الجسد الأثيريُّ الحاملُ للعقلِ
يتابع وجوده واستمرار حياته
في مستوى وجودي ذرِّي آخر
. يختلف بتركيبه الذري عن هذا الوجود الأول
وهناك مستويات وجودية في الكون لا عدَّ لها
كل مستوى وجودي له تركيب ذرِّي مختلف .
والجسد الأثيري يتحول دائما حسب المستوى الوجودي الجديد.
الحياة الحقيقية هي في الجسد الأثيري ونسميه الروحي
الذي يستمر بالحياة الطبيعية كما هنا على الأرض
وهو يحمل العقل الخالص والخاص بكل فرد .
وإذا تكلمنا عن الانشطار نتكلم
. عن انشطار الروح او الكائن الأثيري وليس العقل
ويظل ويستمرُّ الكائن الروحي الأثيري
الذي يحمل العقل بالحياة والترقي والصعود
ويخفُّ حملهُ كلَّما تطهَّر وتنقَّى
الترقي وتصفَّى ولا نعرف نهاية لهذا
بعد الموت . في العالم الآخر الروحي
لم يعد هناك موت بل تحوُّل
وصعود حسب قدرة الفرد على الترقي والصعود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق