أيتها العميقة الشهيّة الرائعة الشاهقة
حدَّ أستراق النّفس...
أغنية الصباحـات العذبة
واللحنٌ الذي تترنمُ عليه الكلماتُ وتراقصه النجّوم..
رسمتكِ بين حنايا أيسري
وأقمت من العشقُ قصورٍ
لا يطأها سوى حبكِ
وأنفاسكِ تشدوا بها عطوري
نقشت في جدران قلبيٌ. هذه ملهمتي فلا تلوموا غروري...
ويظل حُـبكِ
في خريف العمر أمنية عنيدة...
لو ألف عام فرقتنا
سوف يجمعنا حنين وقصيدة...
أحبـكِ لأنكِ حديث العصافير في الحقول
أحبـكِ لأنكِ الجوهر والحقيقة الأخيرة
أحبـكِ لأنكِ
كثيرة كالربيع
لأنكِ الأنثى المضادة
لأنكِ الحرب الناعمة....
أيتها البعيدة
كُونِ شمساً كُون وطناً كُونِ قصيدةً على جدارٍ
كُونِ همساً في دفتر كُونِ شخصية في روايةٍ
كُونِ بحراً سماءًكُونِ أي شيءٍ لا يرحل...
إيتها المقيمة في ثنايا الروحُ
الكِتابة عنكِ مُكلّفة إذ أنّ الحروف تتحوّل الى وُرود
و الورقَة تُصبح بُستان
و البساتِين تحتاج لفلّاح، و سِياج و سمَاد و ماء.
و أنَا رجلٌ فقير، رجلٌ تتسوّل عتبة مَنزله خطوَة واحدَة منكِ...
أيتها الناضجة حتى فكرة الحياة و الخيال
أيتها الرقيقة حتى الشفق
إيتها العامرة مثل مدينةٍ في أول أحتفالها
إيتها الخفيفة مثل طريق إلى المنتهى
إيتها الجميلة مثل قصيدةٍ أمضيتُ نصف قرن من الشعرُ
و لم أصيبها
أجل
مشتعلات كل أسبابي بكِ
ولكني منذ مجازين و نيّف
لملمتُ كل عصافيري
وصرت قصيدةٍ على أغصان ظل الشجر...
احمد المشقري
2023/6/11
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق