ق ق ج
أحلامُ مدينة
على أهدابِ الحُلمِ تغفو مدينةُ وتصحو , تتسلقُ جدرانَه العاليةَ الشائكةَ ترنو لفجرٍ جديدٍ بعدَ أنْ أثقلَ الليلُ جفونها وأرقّها تمضي لنهارها متعبةً تترنحُ على وقعه تعدُّ أنفاسها لتلتقطَ قطراتٍ من ماءِ الحياةِ .
عن بعدٍ ترنو لها شقيقاتها تُقاسمُها
الهمومَ وتغني على نايها .
كيف لخطاي أنْ تسيرَ ..
والطريقُ يتلوى ..أمامي كأفعى
ولأحلامي أنْ تطيرَ ..
والأفقُ بالضباب سُدا .
أيد خبيثة تلوح منْ بعيد ، ووراءِ الأُفقِ المتدِ جنوباً .... ينعقُ صوتٌ قبيحٌ تأبطَ وجعها محاولاً شد إزرها ويتربصُ بها وبأخواتها شراً .. امضِي فنحنُ معكِ وأنتم أخوةٌ لنا لن نتخلى عنكم نحنُ وإياكم سواءٌ في السراءِ والضراءِ .
في سمائها تزدادُ الغيومُ السوداءُ الداكنةُ تنذرُ بشتاءٍ عاصفٍ .. تتجمعُ الشياطينُ وترفعُ راياتها .
تتعددُ الأتجاهاتُ وتتلونُ الطرقُ .. وهي تمضي في سيرها تخلعُ وجهها القديمَ الجميلَ المشرقَ لترتدي وجهاً أخرَ غريباً تُرسمُ ملامحه من عدة لاعبي شطرنج على رقعةِ الألمِ والمعاناةِ والحُلمِ وتمضي لمصيرها المجهولِ بينما شقيقاتها تغص بالآه وتشربُِ دموعها وتعتصرُ قلوبَها الألمُ .
*************
بقلمي فاطمة حرفوش سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق