فادي
الجزء الرابع
تقول :
كانت قلقة وتبكي بحرقة
تفاجأت من هول ما رأيت
وما الذي يدفع بشاب في مقتبل العمر على تلك المغامرة الإنسانية النبيلة وبجرأتي الغير معهودة
قلت لها من فضلك سيدتي
أتمنى أن أجد عندك الجواب
لم تكن مهتمة لما أقول
كانت تتمتم شاردة متكئة على الطاولة
خلت كأنني أمام صنماً
ساعات الانتظار صعبة
انفطر قلبي لمشهدها
وهي في تلك الحالة
قلت لتعلمي أنني ماتمنيت أن يحدث كل هذا
وماكنت أرغب ببناء سعادتنا
على حساب قلقك ودموعك
وخوفك
ما إن خرج الطبيب
حتى سبقتني بسؤال عن ابنها
فكان جوابه كلاهما بخير
لم يسمح لنا بالدخول
وطمأننا
وطلب منا الإنصراف
عجبت لأمرها
رفضت الخروج من المشفى
حتى أجبروها على الخروج وبالقوة
كنت معها خطوة بخطوة
بقيت بباب المشفى وأصررت انا واخي أن نوصلها
بشيء من اللين والحكمة استطعنا أن نقنعها بالذهاب لبيتها خاصة وأن ابنتها لوحدها وهي بعمر الثانية عشر
دخلت بيتها وهي مذهولة وترتعد من الخوف على فلذة كبدها
كانت تلك الليلة من أصعب وأطول الليالي...بالنسبة لها
توجهت في الصباح الباكر فور استيقاظي إلى المشفى
ولأول مره أشعر بهذا الشعور الغريب
وجدت نفسي حائرة وسعيدة في نفس الوقت
اشتريت بعض الأغراض الضرورية لوالدتي
ما إن وصلت إلى باب المشفى وإذ بتلك السيده كانت مسرعة كالسهم
نظرت يمينا وشمالا لا أثر لها
اتجهت نحو غرفة والدتي التي كانت بخير وحالتها تبشر بنجاح العملية
كنت سعيدة جدا ومن فرط سعادتي نسيت ان أسأل عن السيدة وإبنها حتى انتهى وقت الزيارة
كنت و إخوتي وفرحتنا بنجاح العملية
ما إن انصرف الجميع حتى قصدت الإدارة لاسأل عن غرفة المتبرع
فاتجهت وإذ بتلك السيدة غارقة بدموعها وأبنها كانت حالته خطرة مع خيوط و أكسوجين
كأن جسمه يتجاوب بصعوبة
كنت أمعن النظر في تلك الملامح الذابلة المتعبة ....
أجل ملامح ليست بالغريبه
وبقيت أتساءل من هذا الذي يرقد هنا وكأنه هو... إنه هو.. ؟!؟
حاولت أن أساعد والدته
لكنها رفضت حتى البقاء معها
وطردتني بكل قوة مذ عرفت خطورة وضع ابنها
التى ماتوقعها ولا توقعتها ...
يتبع....
مونيا بنيو
منيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق