من المجهولِ جئتُ إليه أمضي .....
وأحملُ حَيرتي وصدى شجوني
أسيرُ إلى النِّهايةِ باشتياقٍ .....
لأخبُرَ في حقائقِها ظنوني
سئِمتُ العيشَ في الأوهامِ عمراً .....
تَقضَّى في الشُّكوكِ وفي اليقينِ
وصرتُ مبعثراً في كلِّ رُكنٍ .....
فلا أدري يساري من يميني
وأبحرَ زورقي في كلِّ يمٍّ .....
وغُصتُ بمِعولي في كلِّ دينِ
أُنقِّبُ في السرائرِ والخفايا .....
وأجلو ما تَخفَّى في الدُّجونِ
وأغرُفُ ظامِئاً من كلِّ نبعٍ .....
تحدَّرَ صافياً عبْر السِّنينِ
وكم جمحَ الخيالُ بلا عِنانٍ .....
وأسرفَ في التَّبحُّرِ والجنونِ
عسا المجهولُ يُلمحُ لي بومضٍ .....
يُنيرُ حوالِكَ القلبِ الحزينِ
فلا الغيبُ الأصمُّ أبانَ شيئاً .....
ولا الإبحارُ كحَّلَ لي عيوني
وبُتُّ بمصهرِ الأضدَّادِ جمراً .....
توهَّجَ صافياً من كلِّ شَينِ
وإذْ بالرُّوحِ تومضُ من بعيدٍ .....
لتُنبِئَنا عن السِّرِّ الدَّفينِ
عن السِّرِّ المُخبَّأِ في حِجابٍ .....
من الألغازِ في غورٍ حصينِ
فسرُّ العقلِ ينأى في ضبابٍ .....
تلبَّدَ آخذاً صورَ اليقينِ
نُجازفُ إذْ نقاربُه بنورٍ .....
ونُخطيءُ إذْ نشابهُه بطينِ
فجوهره سنىً حرٌّ لطيفٌ .....
يُعايشُ هيكلَ اللَّحمِ الثَّخينِ
يُفارِ قُه إذا ما انحلَّ يوماً .....
ويخلُدُ بين أطيافِ اللحونِ
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق