الحداثةُ بين الماضي والحاضر
هذه قصيدتي الفائزة بجائزة مسابقة
/حوار الفصول/
والقصيدة التي بنيت عليها لأبي نواس في مدح الخصيب وهو عامل الخَراج على مصر:
قصائدُ شِعرٍ ما لَهُنَّ نظيرُ
تسامت وفَحواها شذاً وعبيرُ
أَسَرتَ بهاالألبابَ يانَجْلَ هانئٍ
ومَنْ يأسُرِ الألبابَ فَهْوَ قديرُ
شغلتَ بها أهلَ الزمان جميعَهم
و أَغْلَى صغيرٌ قَدْرَها وكبيرُ
بها مكتباتُ القوم تزهو كما زَهَتْ
ترائبُ غِيدٍ جُفَّلٍ و نحورُ
ومَنْ ذاالذي يَنسى النُّواسِيَّ إنُّهُ
شهيرٌ فلا يُخليهِ منهُ ضميرُ
وإنْ أنسَ لاأنسَ التي قدنَظَمْتَها
وأنتَ بمصرٍ لِلخصيبِ تُشيرُ
تَغزَّلْتَ في بَدءِ القصيدةِ قائلاً:
( أجارةَ بيتينا ابوكِ غيورُ )
نَهَجتَ بها النَّهجَ القديمَ وفُتَّهُ
وفي فَلَكِ التَّحديث رُحتَ تدورُ
وَقَفتَ من الأطلال وقفةَ ساخرٍ
وحالتْكَ عنها أكؤسٌ وخمورُ
وجانبتَ في الألفاظِ كلَّ مُقَعَّرٍ
فما جاء لفظٌ منْ لَدُنكَ قَعِيرُ
ومِلْتَ إلى التَّصويرِليس لأجلهِ
ولكنَّهُ يَجلو الرُّؤى ويُنيرُ
عَكَستَ إلينا العصرَ شِعراً كأنَّما
إليكَ المَرايا فِعلَهُنَّ تُعِيرُ
وصارَ إلينا ما وضَعتَ أساسَهُ
ولكن لَعَمْري يَستوي ويَجورُ
حداثَةشِعرٍ قد دَعَوها وليتها
أتَتْنا وفي قَصد السَّبيل تسيرُ
ولكنها جاءتْ بلفظٍ وصورةٍ
وفَهْمُهُما عندَ الكثيرِ عسيرُ
فلا لفظَ في معناهُ ظلَّ مُكرَّماً
يطيبُ له بينَ الكلامِ مرورُ
ولا صورةٌ تأتي لِتُوضِحَ فِكرةً
وتَحمِيَ مَعنىً من أذىً وتُجِيرُ
فَقَدأعجَزَ التَّصويرُمَنْ شاءفَهمَهُ
و لو أنَّه فَهَّامةٌ و جديرُ
وغادرَفيها اللفظُ مدلولَه الذي
عَهدناهُ منهُ واعتراهُ نفورُ
واصبح رَبْطُ الشّطربالشَّطرواهياً
فَكُلٌّ لهُ أُفْقٌ و فيهِ يطيرُ
لعلَّ الفسادَ المستفِزَّ -وقدعَتَا-
تنامى فعانى من أذاهُ شعورُ
فأقبلَ بالعدوى إلى الشِّعرِشَرُّهُ
ليجعلَهُ بعدَ البهاءِ يبورُ
وإنْ كان جَلَّى بالحَداثة بعضُهم
فإنَّ عديدَ الفالحينَ صغيرُ
وإنِّي لَأرنو لِلحداثةِ مَسْلكاً
سَوِيّاً ولا يسعى عليهِ غريرُ
ألا حبَّذا التَّحديثُ : أمَّا خيالُهُ
فزاهٍ وأمَّا لفظُهُ فَنَضيرُ
..........
سليمان محمد شاهين
سورية - حماه - مصياف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق