يا قادماً من الجهةِ الأخرى
يا حلمي ويا يقظتي
أنت كلُّ ما عندي .
حاربتُ الإنتظار من أجلكِ
وتحملتُ الدمعَ على خدِّي .
احتملتُ مصاعبَ الدنيا
وما أوجعني
أنك كنت ضدِّي.
شفتان من زهرٍ ورحيقٍ
فكيف تجرَّأ النحلُ على وردي ؟
مابال هذا الدمعُ يجرحني
وأنا الذي زرعتهُ على الخدِّ ؟
وكيف للريح أن توقظهُ
وأكمامهُ تفتَّحت على زندي ؟
كم غنَّيت فيه من أغنيةٍ
وعقدتُ عليه آمالاً على البُعدِ.
كم من ثمارها نالت عصافيري
وكم صغارها تكلموا في مهدي ؟
كم نام جفني على عينيها
وعيوني سهرَت وطال سهدي .
الرمشُ فراشاتٍ لو تراقصَت
فيا فرحَ المآقي ويا سعدي
خصرٌ أهيفٌ خيزرانٌ تلوَّى
كلما الريحُ مالت على القدِّ.
بين وجهها وشعرها صبحٌ
ضدٌّ أضهرَ حُسنَهُ بالضِدِّ .
تلك أيام لا زلتُ أذكرها
ذكراها مرسومة فوق جبيني
أنا ما اشتكيتُ يوماً
فلا تلمني لو شكوت
إليك اليوم لظى حنيني .
تلك البسمة لا زلت أذكرها
ويأتي شوقي ليبكيني
ذبلت بسمتي وغابت
فمن ذا اليوم يشفيني؟
أيا امرأةً تحاكي الجنَّةَ بروعتها
يا امرأةً أطفأت بالورد براكيني
ناري تحرقني بلهيبي
بعد النار من تراه يحييني ؟
هي الدنيا اسدلَت سوداً ستائرها
واكتَسَت من ظلام الليلِ سنيني
ألماضي ينام في عيني
وعاد اليوم بأوجاعه يغريني
وغدي لا علمَ لي به
سوى أنه ما عاد يأتيني
فلا تعديني وعوداً كاذباتٍ
أرجوك بألا تعديني
فإما أن تكوني بحقٍ حبيبتي
أو أضعت فيك إيماني ويقيني
وإذا الشمس في سمائها
أطالت ركودها
عذتُ بربِ السماء إن تنكريني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق