... فن إغتصاب العقول
... هكذا الغرب يريدنا ويخطط لنا
بقلمى : د/علوى القاضى.
... الإستعمار أصبح ذو أهداف وأنماط مختلفة وكثيرة ، منها النمطى وهو دخول الجيوش المستعمرة البلاد والسيطرة على مقدراتها ، ويتبعون فى ذلك منهج يسيرون عليه لإتمام مايصبون إليه من ثروات ومقدرات الشعوب المستعمرة ، ومنها الإستعمار الإقتصادى بأن يغرقون الدول بالديون ثم يتحكمون فى ثرواتها بحجة تنظيمها لضمان أداء الديون ، والأخطر الإستعمار الفكري لأنه لايحتاج سلاح أو أموال للوصول إلى العقليات البسيطة والسيطرة عليها فكريا
... وأول مايبدأ به الإستعمار فى أى بلد هو تنفيذ وترسيخ فكرة القابلية للاستعباد فى أذهان العامة ، وهي نفس نظرية "القابلية للاستعمار "
وهو المصطلح الذي جاء به مالك بن نبي :
" يتدخل المستعمر من أجل خلق نموذجا من الحياة والفكر والحركة ، وبعد أن تتم السيطرة المعنوية والمادية على الأفراد يقبل هذا الفرد بالحدود التي يرسمها له الإستعمار ويفكر داخلها ، ولا يخرج عليها ويرسم شخصيته طبقا لحدودها ، بل ويدافع عنها حتى لا تزول تلك الحدود التي أقنعه بها المستعمر ، وحينها نكون أمام فرد يعاني من " القابلية للاستعمار " وهي رضوخ داخلي عميق للإستعمار ناتج عن إقناع الإستعمار للافراد المستًعمرين ( الأهالي ) بتفوقه عليهم وعدم قدرتهم على إدارة شؤون حياتهم بدونه ، وتأكيد دونيتهم في كل شيء وقد تكون ناتجة عن الواقعة الإستعمارية أي خضوع شعب ما للإستعمار ، كما قد تكون ناتجة عن صفات عقلية ونفسية ترسخت في أمة معينة نتيجة ظروف وصورة تاريخية معينة ، تجعلها تفشل في القيام بفعل المقاومة ، وبالتالي الشعور بالدونية إتجاه الآخر المتفوق حضاريا
... والحق أن كثير من أفراد المجتمع الإسلامي يعانون من القابلية للإستعمار حتى ولوكانت بلدانهم غير خاضعة للاستعمار
... ويعتبر الإستعمار الفرنسي للجزائر أحد أصعب أنواع الإستعمار ، فهو لايستعمر الجغرافيا بقدر سعيه لإستعمار الإنسان والفكر ، وهو ما يفصح عنه كتاب " اختراع المغرب الكبير : بين أفريقيا والشرق الأوسط "
... وقد تأكد لنا جميعا أن اخوان بنكيران عملاء للصهيونية لتخريب الصحوة الفكرية عبر ضرب التعليم وتخريب المدرسة وإذلال المعلم وصناعة جيل من أجسام البغال وأحلام العصافير
... ويحضرنى قصة واقعية تؤكد هذه الفكرة
... في نيودلهي كان سفير بريطانيا يمرُّ بسيارته مع القنصل الأردني ، حينها رأى شابا جامعيا يركل بقرة
... أمر السفير سائقه بأن يتوقف بسرعة ،
وترجّل من السيارة مُسرعاً صوب البقرة “ المقدسة ” يدافع عنها ، وتوجه للشاب صارخآ في وجهه ، ويمسّح على جسدها طلباً الصفح والمغفرة وسط دهشة المارّة الذين إجتمعوا بعد سماع صراخه
... ووسط ذهول الحاضرين إغتسل السفير البريطاني
ببول البقرة , ومسح به وجهه
... فما كان من المارة إلا أن يسجدوا تقديرآ لربّهم البقرة ، ذلك الربُّ الذي سجد له الغريب
... وقد أتوا بعدها بالشاب الذي ركلها ليسحقوه امام البقرة
... انتقامآ لقدس مقامها ورفعة لجلالها
... وبربطته وقميصه المُبلل بالبول وشعره المنثور عاد السفير ليركب سيارة السفارة إلى جانب القنصل الأردني الذي بادره بالسؤال عن سبب مافعله ؟!
... وهل هو مقتنع حقآ بعقيدة عبادة البقر !!
... أجابه السفير : ” ركلة الشاب للبقرة هي صحوة و ركلة للعقيدة التي نريدها !!
... ولو سمحنا للهنود بركل العقائد ، لتقدمت الهند 50 عامآ إلى الأمام !!
... وحينها سنخسر وجودنا ومصالحنا الحيوية !!
... فواجبنا الوظيفي هنا ، أن لا نسمح بذلك أبدا , لأننا نُدرك بأن الجهل والخرافة وسفاهة العقيدة
هي جيوشنا في تسخير المجتمعات
... وتجلى ذلك فى تشجيعهم وإحتضانهم للطرق الصوفية في العالم العربى ، يقول ابن رشد : ( إذا أردت أن تتحكم فى جاهل عليك أن تغلف كل باطل بغلاف دينى )
( شيللاه ياسيد ! وبركاتك ياسيدنا )
... علاوة على أن المستعمر رسخ فى أذهاننا أننا كمسلمين فاشلين فى مناحى الحياة ، كما إدعى الإحتلال الإنجليزى أننا دولة زراعية وليست صناعية
... لذلك يجب علينا أن نكون قادرين علي أخذ أولادنا و أهلينا خارج تلك الكذبة الصهيونية التي تصف كل مسلم بالفشل والرجعية وكل غربي غير مسلم بالتقدم والحضارة ، فهذه أكبر كذبة عرفها التاريخ ويمولها روتشيلد وأحفاده وعملاؤه حتي يومنا هذا
... ولذلك وجب علينا أن نوظف أدوات التاريخ الصحيح في صورته الحديثة والغير مملة لنجعلها مرجعا ومحورا للنقاش داخل كل بيت من بيوتنا من أجل صناعة تلك الصحوة الفكرية المطلوبة ، كما يجب علينا أيضا أن نجتهد وبقوة لنمحو تلك الحدود الإستعمارية للدول من عقول أولادنا ليحل مكانها مفهوم الأمة الإسلامية الواحدة ، والتي تنبع قوتها من توحدها تحت راية خلافة واحدة وقائد واحد وتاريخ عظيم حكم الدنيا بالحق والعدل من مشرقها إلي مغربها
... لابد من اليقظة القلبية الواعية ، ولابد من الصحوة الفكرية العاقلة ، ولابد من الإرادة الحديدية المجاهدة ؛ للوقوف في وجه المستعمر
... وإذآ أردنا النضال والمساهمة فى تغيير العالم علينا بنشر الوعى الفكرى والبداية بأنفسنا ، لأن الفكر أقوى بكثير من ال.سلا.ح
... فالحرب الفكرية تبنى قُطعان وتُزيف الحقائق وتُحرك جحافل فى الإتجاه المُعاكس وتُضلل أوطان ليلتهموا أنفسهم
... والوعى هو حماية من الفتنة والتفرقة والأفكار السامة
والإستعداد لمخططات التدمير الذاتى "
... ومن أجل الصحوة الفكرية وتغيير واقعك لابد أن تبدأ بتغيير طريقة تفكيرك ونظرتك لواقعك وتقبلك لنفسك وحياتك الآن
... كل ما أنت فيه الآن تحتاجه كما هو
تعمق في المغزى لتجربتك هذه عندها فقط تستطيع تغيير كل شيء كما تريد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق