(من وحي تخاذل العرب عن نصرة الفلسطينيين في مقاومتهم للمحتلّ الغاصب )
لَوْ أَسْتَـطِيـعُ الـبُـكَا، يَا أُمَّـةَ العَـرَبِ
بَكَيْتُ حَتَّى شَكَتْ مِنْ دمعتِي هُدُبِي
بَكَيْـتُ يَا مَعْشَـرًا قَدْ طَابَ عَيْشُهُمُ
وعَيْـشُ إخْوَتِـهِمْ فِي الضَّـنْكِ والتَّعَبِ
أَبْنَـاءُ "صُهْيُـونَ" بَعْدَ الذُّلِّ قَدْ رَفَعُوا
فِي أَرْضِكُـمْ رَايَـــةً مَشْبُوهَةَ السَّبَبِ
فَدَنَّسُوا قُدْسَكُـمْ واسْتَعْمَرُوا وغَزَوْا
كَـمْ مَعْـلَمًا شَامِـخًا دَكُّوهُ بِاللَّـهَبِ؟
وشَـرَّدُوا أَهْـلَكُـمْ وفَـتَكُوا واعْتَـدَوْا
يَا حُرْمَةَ الدِّينِ: هَلْ مِن نَاصِرٍ وأَبِـيّ؟
إِخْـوَانُـكُـمْ قُـتِّـلُوا وأَنْـتُــمُ تَنْظُـرُو
...نَ نَظْرَةَ العَجْزِ أَمْ قُلْ نَظْرَةَ العَجَبِ؟
الـعَـجْـزُ أَقْـعَدَكُـمْ؟ أَمْ إِنَّكُـمْ هَيْكَلٌ
مِن وَرَقٍ لَا يُـجِيـبُ شَكْوَ مُغْتَرِبِ؟
هَـلْ تَقْرَأُونَ مِنَ التَّارِيخِ مَا صَنَعَتْ
أَيْدِي الجُدُودِ ومَا عَانَـوْهُ مِن نَصَبِ؟
الــنَّـارُ تَـأْكُلُ إخْـوَانًا لكُـمْ عُــزِلُـوا
مَـا بَـالُ نَـارِكُـمُ خَـامِدَةَ الـلَّـهَـبِ؟
أَمْ إنَّكُمْ خِفْتُـمُ فِعْلَ البَعُوضِ: إِذَنْ
إِنَّ البَعُوضَةَ أَدْمَتْ مُقْلَـةَ العَـرَبِي
أَمْ أَنَّـكُـمْ بِالكَـلَامِ تَـدْفَـعُونَ أَذًى
عَنْ أَرْضِكُمْ، خُطَبٌ تَعْلُو عَلَى خُطَبِ
القَوْلُ، مَا أَفْصَحَ " الأَسْيَادَ" إِنْ خَطَبُوا
والفِــعْل، مَا فَـعَلُـوا خَيْرًا لِمُغْـتَـصَــبِ.
لَنْ تُـحْـرِزُوا مِن عَـدُوٍّ طَائِـلًا أَبـَدًا:
بِالفِعْلِ يُدْحَرُ، لَا بالقَوْلِ والشَّجـبِ.
*****
اللهُ خَلَّــفَــكُـمْ فِي أُمَّـةٍ نُـــصْــرَةً
فَمَا تَقُولُونَ يَوْمَ الحَشْرِ والكُرَبِ؟
أَقَـوْلُكُــمْ إنَّـمَــا بِــالــفَــقْـرِ بَلْوَتُـكُـمْ
أَمْ قَوْلُكُـمْ إنَّكُـمْ قَوْمٌ عَلَـى شُعَبِ
أَمْ قَـوْلُكُمْ أَضْعَفُ الإِيمَان حُجَّتُكُمْ
يَسْتَنْـقِذُ الكُلَّ مِنْ نَارٍ بِلَا حَطَبِ؟
مَاذَا تَقُولُونَ لِلتَّارِيخِ؟ إِنْ سَكَبَتْ
كُلُّ المَـحَابِرِ حِـبْـرَ العِـزِّ والأَدَبِ؟
كَيْفَ سَيَـذْكُرُكُـمْ أَحْفَادُكُـمْ عِنْدَهَا؟
يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى قَوْمٍ بِـلَا عَـتَـبِ
مَاتَـتْ كَـرَامَـتُـهُـمْ فِي زَمَـنٍ كَثُــرَتْ
فِيهِ المَـطَامِعُ: هُـمْ للنَّـهْبِ والسَّلَبِ.
*************
قَدْ طَـبَّـعُوا، وَيْـحَـهُمْ، مَـعْ قَاتِـلٍ إِخْوَةً
فَهَلْ يُرَى، بَعْدَ هذَا، أَعْحَبُ العَجَبِ؟
حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق