من البحر الوافر
بقلمي :سليم بابللي
------------------
إلى دربِ البطولةِ قد هُدينا
يقيناً إنَّهُ حقّاً يقينا
رجالُ اللهِ في الأقصى أرادوا
فجاءَ النصرُ في يدِهِم مبينا
و ما عادت تنوحُ بهِ الثكالى
و ما عاد البُراقُ بكى حزينا
إلى العلياءِ طارَ الركبُ فيهم
فصارَ الركبُ في الهيجا عرينا
فلولا العزمُ ما أبلى فداءٌ
و لا أزكى لساريةٍ جبينا
سنيناً و الدموعُ لنا لباسٌ
فهل زادَ الأنينُ سوى أنينا
فما زالت قوافينا مضرجةً
و ما زال المدادُ لها مدينا
و مازال الترابُ يفورُ غيظاً
و لو نسيَ الترابُ لما نسينا
أما مِنّ عِزّةٍ كانت لدارٍ
لِذِكرِ تُراثِها اشتعلت حنينا
سنطحنُ ما تطالُ له رحانا
على إيقاعِنا شِدا و لينا
و ما مِن باهظٍ غالٍ لدينا
أمام شموخها يبقى ثمينا
فمِن نبراسِها نُهَلت وجوداً
و من منهاجِها جُعلت مَعينا
و مَن عاشت بعزّ ألف دهر
فلا يُخضِعنها ألمٌ سنينا
رجالُ الدارِ في البلدان سورٌ
بِعِزّةِ أهلِه يغدو حصينا
لنا في أوجه الأبطالِ عزمٌ
تلينُ لهُ الجبالُ و لن يلين
سيبقى ذِكرُها في الدهرِ نوراً
إلى أجيالِنا دُنيا و دينا
تُتَرجِِمُ من معانيها صَواباً
يَدُلُّ القلبَ وحياً ما بقينا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق