الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023

صبرا و شاتيلا بقلم طلعت كنعان

 حتى لا ننسى


صبرا وشاتيلا 


تكاثرت  علينا  كل  الصقور،  تحاول  نهش  لحمنا المر  والقاسي،  الذي  لم  تذبه  شمس  الغربة  ولا طول الرحيل.

لحمنا  المالح  من  الغرق  بالبحار،  وجفاف  العرق على  حافة الموت.

المليء  بجروح  الغدر،  وبرد  الشتاء،  وعمق  الألم الذي  بنى  بيتا  بأعماق  القلب  والروح الملتهبة.

قطعوا  جزءًا من  أجسادنا  ولم  تكن  سكينة الغدر  الأخيرة  بل  تشبه  كل  السكاكين  التي مرت.

تعودنا  على  ألم  الجراح   بخناجرهم  المسممة بصمت  الليل  حيث  أحبوا رائحة مسك دمنا.

هل  تتذكر  رائحة المخيم؟

مجاريه؟

دكاكينه،  والقهوة  المكتظة  شباب  عاطلون  عن العمل؟

هل  تتذكر  سوق المخيم؟

وبائع  السوس  برمضان،  والخروب،  والتمر الهندي.

لا  أعرف  لماذا  سمي  التمر الهندي؟

وألعاب الطفولة.

أم  ولدت  رجلا  تكره  الشتاء،  وحبات  المطر، وتكره  ثياب العيد.

هل  تتذكر  حين  صنعنا  سلاحنا  من  الخشب وحملناه   بالعزيمة  وغنينا  للوطن  ولم  نبك الأموات فينا.

كيف  لك  أن  تنسى  الجرح  وصوت  المؤذن وانعكاس  السيوف  على  ألواح  الزينكو حين  غزونا  وقتلوا  الرضع  فينا،  هناك  فقدت أهلك وأحبابك.

وبكيت  بصمت  ولم  تجف  دموعك قط.

كيف  سقط  الأحبة  دون  رحمة  على  حد  البلطات الأثيمة  دون وداع ودون رحمة.

وهمست  أنت  بصمت  الليل  هذه  هدايا  الإخوة الأعداء.

ماذا دهانا؟

هل  تتذكر  صوت  الانفجارات  تهز  حارتنا، وصرخات  الخوف  تتعالى  من  أفواه  أمهاتنا،  لا خوف  على  الحياة،  بل  خوفا علينا.

هم  أنفسهم  يجتمعون  اليوم  ليبيعوا لحمنا.

ليبيعوا  أعضاءنا  باول  مزاد  علني  دون خجل.

بكل  شبر  من  وطن    تائه  وحزين  يغني  غراب جديد أشد  سوادا  بلونه،  يتخيل  أنه  بلبل جميل ,رغم  صوته  المكروه  الباعث  على الغثيان.

ونحن  هنا  نحاول  شراء  ما  تبقى  من  الشرف الضائع. نخاف أن يولد حديثو الولادة بعيون  تختلف  عن عيوننا  العسلية  والمكحلة بالسواد.

يا  ويحنا  هل  نفقد  عرقنا وأمتنا؟

وهي  خير  أمة  بين البشر.

ولكن  أين البشر؟

هي  الوجوه  البائسة  من  أحفاد  أبي  لهب،  وأبي جهل

والسكاكين  المليئة  بسموم  الحقد  ممن  باعوا الدنيا  والدين  بالمزاد الأول.

اليوم  أتذكر  الذين  رحلوا  والذين  سيأتون بالحلم.

وفلسطين  لا  سعر لها

فاقبلوا  منا  لحمنا ودمنا.

فالمسيح  لم  يصلب بعد.


طلعت كنعان

دفاتر قديمة ——-،،،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

عشق وركوع بقلم صالح العبيدي

(( عشق وركوع )) لما أتيتك راجيا لم تسمعي ولذا ندمت حقيقة لتضرعي  قد كنتي معنى للقصائد كلها  يامن بأسمك كان بدأ المطلع لكنك لم ترعوي بمشاعري ...