قد حلَّت الرمضاء في أجوائي
وتمكَّنت والفقر في بيدائي
الذلٌّ همٌّ قد أتى بشجونهِ
وكأنَّها الظلماء في أرجائي
لحفت بنا النكبات نشكو وقعها
ما حيلة المكلوم غير بكاءِ
قدرٌ أقام الفقر بين ضلوعه
والحزن نارٌ لم تكن بضياءِ
يا فقر قد أوجعت جسمه بالضنا
ونأت عيونه راحة الإغفاءِ
طرد الكرَّى من جفنتيه لأنَّهُ
يمضي الليالي خاوي الأحشاءِ
يا فقر ما لكَ لا تحنَّ لبؤسه
فالعيش لا يحلو مع الضرَّاءِ
يبكي بكاءً كالمفارق أهلهُ
حتَّى كأنَّه فاقد الأعضاءِ
عاشَ الحياةَ ببأسها وبظلمها
ويصارعُ الأيام كالأعداءِ
قد شابَ فيها والسعير بقلبهِ
ذرفت عيونه أنهر الحرقاءِ
يرعى نجوم الليل في أسفارها
والليل أسفر ساهداً بعناءِ
حيران لا يدري أينهي روحهُ
لخلاص نفسٍ من دنا الوصباء
أم يستمر على الغضاضة والأذى
والهمُّ أعسر قد رماه بداءِ
يافقر يكفي ما لقى فيها الشقا
رحماكَ لستَ بصخرةٍ صماءِ
قل للغني المستفيضَ بمالهِ
هوناً لقد أبحرت في الفحشاءِ
فمن القساوة أن تعيش منعَّماً
والخلق رهن مذلَّةٍ وبلاءِ
أنت الجهود وكلُّنا قيد الفنا
فلم الغرور وكلَّنا لقضاء
ما حيلتي والفقر يرخي ظلهُ
غير المتاحِ وحفنةٍ بعطاءِ
ساعد عسيراً إن فعلت كفيتهُ
ذلَّ السؤال وجفوة البخلاءِ
داوِ الفقير بلفتةٍ من خيِّرٍ
وانعم عليه بساترٍ وكساءِ
ما كانت الدنيا لتبقى إنَّما
بضعٌ من الأيام في السراءِ
لو كان للفاروق حظوٌ بيننا
لرأيتَ فيها ثورةٌ بقضاءِ
سبَْاق في عدلٍ وسيفه باترٌ
للفقر كان عضيضه بوفاءِ
قم يا ظلام وغادِ حزنه ربَّما
طلع الصباح وقد أتى بثراءِ
الله يجزي ساعياً في رزقه
و عطاءُ ربِّي واسعٌ بسخاءِ
بقلم المستشار الثقافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق