من الوادي المحبِّ أبثُّ روحي .....
حناناً في جِوا وطني الحبيبِ
فتلثُمُ كلَّ شبرٍ من ثراه .....
تعانقُ كلَّ جنديٍّ نجيبِ
تقبِّلُ كلَّ من أرداهُ ميْتاً .....
صِراعُ الأخوةِ المرِّ الرَّهيبِ
شهيدٌ كلُّ من أمسى صريعاً .....
سكينَ التُّربِ في الزَّمنِ المُخيبِ
فمن درعا إلى الفيحاءِ سالتْ .....
دما الشُّهداءِ تُزهِرُ في السُّهوبِ
فضمَّخت الذُّرى بأريجِ طهرٍ .....
وفاحتْ في الرُّبى أزكى الطُّيوبِ
وفي حمصَ المدينةُ قد تهاوتْ .....
حجارتُها تحشرِجُ بالنَّحيبِ
شوارِعُها تئِنُّ بها الضَّحايا .....
وتغرَقُ في دجى الحزنِ الكئيبِ
وفي حاراتِها دمعُ الثَّكالى .....
تُروِّي بالأسى تُربَ الدُّروبِ
وديكُ الجنِّ ينزفُ في ثراها .....
وعاصيها توشَّحَ بالخطوبِ
فقلعَتُها يُزنِّرها سوادٌ .....
يُذكِّرُ بالقريبةِ والقريبِ
بأُمٍّ قد هوتْ وأبٍ تولَّى .....
وأختٍ قد ثوتْ وأخٍ حبيبِ
يُذكِّرُ بالنَّوائبِ والرَّزايا .....
وبالأوجاعِ تنخُرُ في القلوبِ
ففي حمصَ العويلُ غدا صلاةً .....
تراويحاً تُصلَّى للغيوبِ
وفيها باتت الأرماسُ ثكلى .....
تنوحُ من الصَّباحِ إلى الغروبِ
فيا حمصَ المحبَّةِ لا تخافي .....
دمُ الشُّهداءِ بخُّورُ الحروبِ
أمامَ اللهِ ترتفِعُ الشَّكاوى .....
على من يبتغي قهرَ الشُّعوبِ
على الباغي نُقيمُ الحدَّ عدلاً .....
لتُنقِذَنا السَّماءُ من الكروبِ
غداً سنُقيمُ للشُّهداءِ عرساً .....
فعرسُ النَّصرِ فوَّاحُ الطُّيوبِ
ونرفعُ عالياً قنديلَ حبٍّ .....
يُبدِّدُ ظلمةَ الزمنِ العصيبِ
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق