من البحر البسيط
بقلمي : سليم بابللي
--------------------------
تحتَ الرمادِ ابتدا جعلولُ يفتقِدُ
صوتَ النعيقِ الذي بالشُّؤمِ يتَّقِدُ
جاءت بِهِ طُغمةٌ ضاعت معالِمُها
من أيِّ نسلٍ أتت أو كيفَ تعتَقِدُ
كلُّ العيوبِ انبرت في عينِ نشأَتِها
و العيبُ في نهجِها للضوءِ تنتقدُ
و الجهلُ يملي لها أضغاثَ مغنمةٍ
آمالُها شططٌ بالزِّيفِ تنعقدُ
جُنَّ العدوُّ الذي ضاعت أحابلُهُ
أدراج ريحٍ و ما وافت لِما يَفِدُ
إذ كُلًّما قاربت للنَّيلِ خُطوتُهُ
بانت لهُ حسرةً للخلفِ يبتعِدُ
يهذي بمن حطَّمت أوهامَ سطوتِهِ
في كُلِّ رُكنٍ لها أشبالَها يَجِدُ
أضحى بها عاجزاً يجترُّ مِن دِمَنٍ
من هولِ ما قاومت للغدرِ يرتَعِدُ
قامت و بانت لَهُم في ألفِ معجزةٍ
ما فاز في كسرها عِدٌّ و لا عددُ
كلُّ الوجوهِ التي عاثت بمربعها
ساءت و باءت بما في زرعهم حصدوا
أرضٌ زَها ليلَها أقمارُها بِدَمٍ
لا تنحني مُطلقاً إن صابَها الكَمَدُ
ماضرَّ في عينِها ما جاءَ من شررٍ
تبقى بأوجِ العُلا لو مسّها الرمدُ
جاؤوا بليلٍ بما غُرّوا لمَهلِكِهم
فالزيفُ ما أُفهِموا و الحقُّ ما وجدوا
من جوقةٍ أوقدَ الشيطانُ جُذوتها
من نارِ حقدٍ لنارٍ غَرّها الأمَدُ
يومَ الطَّعانِ الذي عَدّوا لعدته
في عقرِ قوّتهم في عجزهم خمدوا
للياسمين الذي غُرّوا بوطأَتِهِ
جَذر عنيدٌ و في تاريخهم وتدُ
يأبى رضوخاً إذا ما هزّهُ جللٌ
حُرّاً أَبيّاً و قولُ الحقِّ ما يعِدُ
مِن طبعِهِ الحرُّ في آلائه شَممٌ
يمضي عزيزاً ودونَ الكُلِّ ينفَرِدُ
يعلو بها فيلقٌ، جُندٌ و من قلمٍ
حُصناً منيعاً لغيرِ اللهِ ما سَجدوا
ماهمهم في غدٍ أيانما انطلقوا
إلا لرفعِ العُلا ما قالهُ البلَدُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق