إنتحار
-------------------
وأنت في حضرة خيبة كبيرة,
ابتلعت كل الخيبات الصغيرة
كانت بالامس القريب تؤرقك
وأنت تتحسس شعر رأسك
وكأن الإله أوكلك, بإصلاح
خراب هذا العالم ,وترميم
القيم الإنسانية المتهالكة فيه
وأنت الرجل الذي يمشى
في الرصيف ,ورأسه مزدحم
بضجيج هذا العالم
وأنت تناقش روحك ,حول
شكاوي المقابر الجماعية
التى لا تحضى بأي نوع من
الرعاية ولا القداسة ,ثم كيف
لك أن تضع حدا للقتلة,
هنا شعرت بصعوبة المهمة
وتلبسك اليأس
وأنت تنظر الي البيوتات المهشمة
,والشوارع حزينة شبه خالية
إلا من نباح الكلاب ,وهمهمة
المجانين
,وتسكع المتشردون ,يختلسون
طعامهم من براميل القمامة
فزاد حزنك
وأنت تجد صحيفة قديمة
على الرصيف ,أجبرك الفضول
على القراءة ,فساد فضيع في
تلك الموسسات ,متاجرة واضحة
بالأوطان ,والقضايا المصيرية ؛
مظاهرات ,وحروب هنا وهناك
من العالم فاجتاحك الملل
وأنت تنظر الي نفسك
شكلك الرث وغبار الحزن
يغطي وجهك
فاستوطنتك الكآبة
أنت الذي خطفت إبنك رصاصة
طائشة, وهو يمشي في الشارع
دون ذنب, ودونت قضيته ضد
مجهول
فثقبت الحسرة قلبك
أنت المحتار في إجابة : زوجتك
عن سوالها أين العشاء ؟ حال
عودتك للمنزل
فتوشح الخجل على وجهك
ساعتها أيقنت أنك الرجل الظل
العاجز عن إصلاح حياتك
وقتها رفعت رأسك الى
السماء, وقلت: للإله لا أستطيع
إصلاح هذه الخرابة التي يسمونها
العالم,هذه مهمتك وحدك
أما أنا بمقدوري أن أنتحر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق