يا صاحبي إني سعيدٌ
بقلمِ د . محمدْ أحمدْ محرمْ
… . . . … … . . . … … . … . . .
يا صاحبي إني سعيدٌ
طلعَ الصباحُ ، فما افتعلتْ ، ولمْ يحزنْ وجهي الصباحُ
وركبتْ حافلةُ العملَ في المدينةِ ، أطلبُ العلمُ المتاحُ
ومررتْ منْ بابِ اليمنِ فرأيتهٌ مفتوحٌ لمنْ أتى لهُ وراحَ
ورأيتَ فوقَ الحافلةِ وجوها اقرأني السماحِ
خلفها حزنٌ صموتْ ، قنوعُ، لاحَ
هلْ تبوحُ السرَ الكتومَ ؟
ففي تلك الوجوهِ ارتسمتْ ملامحَ الكفاحِ
حتى وإنْ كانتْ أخاديدُ وتجاويف الزمنِ
حتى وإنْ سميتموها تجاعيدَ الزمنِ
هيَ ختمٌ مطبوعٌ هلالٌ على مفرقِ الجبينِ
سيشفعُ لها عبورُ كلِ الحدودِ
هيَ جوازُ سفرٍ للمرورِ في المطاراتِ
لتطويَ المسافاتِ البعيدةَ في العراقِ
في القربِ منْ نهرِ الفراتِ
هلْ اغترفَ غرفةً ليشربَ الماءُ ؟
أمْ هلْ رمى كفيةً ثمَ رفعِ ذراعيهِ عليها الماءُ ساحَ ؟
هنا جمعَ أصابعهِ بنيان مرصوصٍ بعدَ طولِ افتراقِ
وضمِ يديهِ ليملأَ جوفهُ منْ ماءِ الودقِ
ليسقيَ نفسهُ الظمئ عطش الأرضِ الجفافُ
ثمَ واصلَ المشوارُ
نحوَ نهرِ دجلةَ كان على حافةِ النهرِ
منْ بعيدٍ رأى رجلٌ يرتجفُ منْ بردِ الشتاءِ
يقالُ إنهُ أهدى دجلتهُ للنهرِ أطلقَ نهر دجلةَ
ثمَ واصلَ المشوارُ
وقطعُ نهرِ الأردنِ
وألقى التحيةَ لسوريا فردتْ لهُ ألفَ تحيةٍ
وأهدتهُ لبنانَ ألف ألفِ سلامٍ
دخلَ على فلسطينَ
وجدَ فظائعَ جسيمةً
تدمي القلوبُ وسيلُ العرمْ ينزلَ منْ العيونِ
وتقشعرُ لهُ الجلودُ بلْ تذوبُ
ورأسَ الطفلِ الرضيعِ فيها يشيبُ
هنا دعاءَ ربهِ أنْ يستقرَ
فلقدْ تعبَ منْ الفرارِ
والرحيلِ منْ وطنٍ إلى وطنِ
وأرضِ المدائنِ ترزحُ في ليلٍ طويلٍ
لكنْ تسائلُ في نفسهِ وقالَ
هلْ سيأتي الصباحُ السعيد؟
في حلمةِ رأى سبابةِ الركنِ اليماني تشيرُ نحوَ الجنوبِ
لتشرقَ الشمسُ المجتلات منْ بابِ اليمنِ
طوبى لمنْ دعاءِ ربهِ وأمنُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق