مَسَافَةُ الصِّفرْ (مَقَالَةُ الحَقِّ)
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
مَقَالَةُ الحَقِّ أَعْلَى حِيْنَ تَنْصَدِعُ
وَبَاطِلُ القَولِ لا حِسٌّ وَلا سَمَعُ
أَرْضُ الرِّبَاطِ بَنَو صُهْيُونَ تَرْهَبُهَا
فَصَاحِبُ الحَقِّ مِغْوَارٌ وَمُتَّبَعُ
وَمَنْطِقُ القُدْسِ آياتٌ مُنَزَّلَةٌ
وَفِتْيَةُ القُدْسِ بِالإِيْمَانِ تَنْدَفِعُ
هَذِي بِدَايَةُ نَصْرٍ لا حُدُودَ لَهُ
يَومَاً سَيَأتِي وَلَيْلُ القَهْرِ يَنْقَشِعُ
لَيْسَتْ مُجَرَّدَ أَيَّامَاً مُهَادَنَةً
وَإِنَّمَا قُهِرُوا المُحْتَلَّ وَاتَّضَعُوا
قَدْ أَثْخَنُوهُمْ أُبَاةَ الضَّيْمِ فِي بَرَحٍ
ضَرْبَاً شَدِيْدَاً بِهِ الأَشْجَارُ تُقْتَلَعُ
نَاهِيْكَ أَرْضَاً بِهَا الأَحْرَارُ سَاكِنَةً
فَغَزًّةُ العِزِّ بِالأَحْرَارِ تَصْطَنِعُ
أَبُو عُبَيْدَةَ صِدِّيِّقٌ بِقَولَتِهِ
يَأتِي انْتِصَارَاً بِهِ الهَامَاتُ تُرْتَفَعُ
مَسَافَةُ الصِّفْرِ بِالمَيْدَانِ نَسْلُكُهَا
لا بِالقُعُودِ وَبِالأَيَّامِ نَقْتَنِعُ
لِبَاطِلِ القَولِ أَيَّامٌ مُقَدَّرَةٌ
لَيْسَتَ مُخَلَّدَةً فَالدَّهْرُ يَبْتَدِعُ
هَذِي الكَتَائِبُ كَالآسَادِ قَدْ نَهَضَتْ
لِتَفْتِكَ الزَّمَنَ المَاضِي وَمَا صَنَعُوا
تِلْكَ الكَتَائِبُ قَدْ ذَادَتْ بِغَزَّتِنَا
بِالحَزْمِ وَالعَزْمِ وَالإِقْدَامِ مَا هَجَعُوا
مَا لِلْيَهُودِ؟ وَقَدْ بَاتُوا عَلى عَجَبٍ
هَلْ صَابَهَمْ قَلَقٌ أَمْ أَنَّهُمْ فَزِعُوا ؟
لَمْ يَبْقَ فِيْهِمْ مِنَ الأَجْنَادِ في نُزُلٍ
حَتَّى المَنَازِلُ أَهْلُوهَا لَقَدْ هَرَعُوا
هَذِي النِّهَايَةُ أَعْدَدْنَا بِوَثْبَتِنَا
فَالعِزُّ بِالسَّيْفِ قَوَّامٌ وَمُرْتَفَعُ
في سَاحَةِ المَسْجِدِ الأَقْصَى وَقُبَّتِهِ
الفَتْحُ مُقْتَرِبٌ يا نِعْمَ مَا صَنَعُوا
الشاعر محمد طارق مليشو
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق