تتسارع الأحداث ويختصر التاريخ في لحظات طيش بغياب العقل والتفكير السليم حتى من أولئك الذي نثق فيهم بحكم المراتب التي يحتلونها في مسار القيادة لا نملك قدرة تصنيفهم ولا حق التصويت عليهم وانتقائهم لا يتم بمحض الطفرة أة الصدفة بل بل بشروط وظروف تم تحضيرها كما يحضر العالم تجربة علمية داخل المخبر لما يحاول فهم ظاهرة طبيعية ليضطر الى إعادة بنائها من جديد ضمن شروطها الطبيعية وتوفير محيطها الطبيعي ليتحقق من فرضيات آمن بها او ساقته الملاحظة إلى وهي مشاريع قوانين وهو ما يفضي بنا الى القول أن السياسة تسير بنفس الترتيب والنمطية التي قد لا يؤمن بها الكثير يضع السياسي نصب عينيه أهدافا يحيطها بالعناية والإهتمام لتسويق ما يؤمن به من أفكار (فرضيات ) وإخضاعها للتجريب ليحقق ما يصب إليه في مشواره السياسي من مراكز ومراتب داخل الهرم المهيمن على تسيير مقالد الحكم وقد يكون في الظل ولا يتجلى للكل بل فقط لمن يخدمه وهو ما يسمى عند البعض رجال الظل او الجماعة الضاغطة وهي قد تتحكم في قبيلة أو مجتمع او عدة مجموعات ورقبها في إدارة العالم ككل ولا يتم ذلك إلا بتراكم مالي وعلمي وإعلامي لا يبقى هذا مجرد طرح نظري بعيد عن الواقع لقد كشفت الأحداث الأخيرة في غزة وهي مجرد بقعة صغيرة في مساحتها وكثافة سكانها مقارتة بالعالم الذي نعيش فيه
إذ كيف تجتمع الدول الكبرى حتى تلك التي كانت بالأمس تفرقهما العداوة وحروب طاحنة وتعرضت لنفس الوقائع كما يحث اليوم في غزة كألمانيا التي التي تم تسطيحها من قبل الولايات الأمريكية وألبستها المحرقة النازية العار والذل وهي تحاول اليوم مسح تاريخها المظلم إلى جانب فرنسا التي لها تاريخ في أفريقيا خاصة ومجازرها التي لن تمت بالتقادم والى جانبهم إيطاليا وحربها مع عمر المختار ولست هنا لسرد الأحداث التاريخية بل أحاول فهم فلسفة التاريخ أي ما هي الأفكار التي تتحكم في النزاعات وظهور الإحتلال بشكل أخر
ألم تؤمن أمريكا مع مستشارها فوكو ياما بأن التاريخ أنتهي مع بحثه نهاية التاريخ والرجل الأخير فكيف توزع النزاعات في كل بقعة من العالم ؟
وهل فقدت القيم التي كانت تؤمن بها ؟
أم أن مقاليد الحكم ليست محلية ؟
هل أمريكا تنفذ رسومات لا تملك حق الرفض فيهارد ؟
كيف لها ان تعلن نفسها موطن الحرية والديمقراطية وهي تحاول تسويقها للأخرين ؟
طبيعة العقل التساؤل ومحاولة وضع تصورات عن تلك الإشكالات المثيرة للتفكير
كشف غزة إنقلابات على مستوى التفكير عند الإنسانية قاطبة
وسقطت كل الأغلوطات التي تغنت بها دولا كثيرة مرة بالعرق وتارة بالجغرافيا والدين والنتيجة الحقة تحكم المصلحة خاصة الفردية بعيدا عن تطلعات الشعوب
على المستوى المحلى كشفت غزة العالم العربي انه مجرد سياحة سياسية يجتمع فيه القادة لا تسهيل حياة المواطن بل هي إستراخة الغازي ولا تقدم ولا تغير عرفته شعوبهم وإن حدث فهو طفرة لا قواعد لها سوى انها تشبه دار الضيوف
تكديس لمنتجات حضارة لا تتلاءم مع البيئة والواقع المعاش،
اما عل المستوى الخارجي أسقطت غزة بداهة التفوق مجموعة من الخارجين عن القانون الذي أرغموا على الإمتثال له يواجهون كل الدول الغنية وما يحذوا حذوهم دون إمكانيات مادية قتالية وما سجلته هذه الدول من تاريخ لأجيالها من سلوكات الظلم وتشريد وقتل وإبادة جماعية بغياب الضمير وخرفات إسمها حقوق الإنسان وتماتيل الحرية وهي مجرد سخرية وفي نفس،الوقت حججا على سقوط آخر قلاع حضارتها المادية البحتة قال الرئيس الامريكي بايدن
إن العالم يضحك علينا وأصبحنا نكذب من أجل إسرائيل ...
وهم يقدمون صكوك ممضية دون أرقام من جيوب المواطن البسيط الذي يدفع ضرائبه الى طغمة أستولت على أرض لا تملك شرعيتها وكشف غرة نفاق الكثير من الدول المتمسلمة
وهي في الحقيقة تتضح العقيدة هنا مجرد سجل تجاري قذر بأتم المعنى المؤمن لأخيه المؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ....
أيتها المدينة الكاشفة يكفي ما قدمت للإنسان من صور واضحة على الذل العربي وسقوط تماثيل الحرية وصداقة الغرب الذي مازال يعيش بفكر المستعمر لقد أنتصرت على الإنسانية جمعاء،.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق