أيُّها المارُ بأروقةِ فكرِي
رمقتك فجأةً..
وأنتَ تحيكُ أرديةَ العودةِ
تطرزُ أوشحةَ الجفاءِ بالمودةِ
أَ نسيت أنَّ خيوطَك واهنةٌ؟
لماذا عدت؟
أ نسيتَ أنَّكَ خالٍ من الروحِ
من السكينةِ والبهجةِ؟
لمذا عدت؟
ذهبتَ ...
وتركتَ فينا إبر الغدرِ
مغروسةًبلارحمةً...
هاجرت...
على حينِ غِرَّةٍ ...
بلا سببٍ مقنعٍ ...
بلا ذنبٍ...بلا حجةٍ
لِمَاذا جئتَ ؟
لمذا تُسَطِّرُ وعودًا كاذبةً؟
وصفحاتكَ بالعبثِ حائلةً
أوراقكَ جُلها ممزقة...
بحبرِ الغشِ ملطخة...
لِماذا عُدتَ ؟
لِماذا تَطرقُ أبوابَ ذاكرتي؟
وترمي بالحجرِ على نافذتي؟
وأنتَ الذي أغلقتهم بأقفالِ الخيبةِ
لِماذا تَرُجُّ رواسبَ الوجعِ الراكدةِ؟
لِمَاذا تُقَلِّبُ الدفاترَ
المثقلةِ بغبارِ الأسى؟
أ تريد أن تنعشَ رمادًا خامدًا لمدةٍ؟
أتريدُ أن تهديَّ قلبيَّ
شعلة من خيانةٍ أخرى؟
أَمَا اكتفيت…؟!
لِماذا عُدْتَ ؟
لُؤْمُكَ في عيناكَ فضاحًا ...
وإن لففتهُ بأغلفةٍ لامعةٍ براقةٍ
وإن جملته بأشرطةِ حبٍ مزيفٍ
الجو بعودتِكَ أصبحَ مغيمًا
الهدوء حزمَ حقائبهِ ...
بل تركها بسببِكَ ومنك فرَّ
فهل لكَ أن ترحلَ عنّا؟...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق