الناي والألحان
كزورق ضل وجهته .. موج يحمله وموج يتحمله .. والزورق رغم الضياع ثابت كالشمس … والبحر رغم كل امر يبقى حنون !!!!نحمل المجد على ظهر زورقنا ..نخاطب النجوم .. نعانق الجبال حساً .. فقد ولدنا وكان حليب الطهر وطناً يعرفنا .. ونعرفه .. ويعزفنا لحناً للشموخ ونعزفه.. بردٌ بردٌ بردٌ…حتى الشمس فاترة .. وعمق البحر كالثلج العالق في الأرواح .. نزرع على دروب الأمل حلم الوصول الى شاطيء الأمان .. والنسيان …نقطف زنابق العمر قاطبة .. نخمد أزيز الاعصار .. نعلن العصيان .. أيها البحر رفقاً بزورقنا .فانا قد مللنا طول الحرمان …وبعض الأوجاع وتعب الزمان … سئمنا محاكاة النجوم مرارة .. وعناق القمر الذي يبكي غربة المكان .. أهذا حقاً تاريخ أمة ما عرفت المذلة والهوان ؟؟؟
يا أيتها الدموع الحارقات أستبيحك عذراً… أنا أبكي خيانة الوجع الأعظم .. خيانة الأحبة والخلاّن … أبكي كالناي الحزين غدرت به الالحان … أبكي على من رحلوا بصمتٍ… رغم الرعب العالق ما بين السماء وأشرعة القرصان …يا أيتها الحروف اني أبحث منذ اليوم الأول للحرب ..! عن كلمات تفوق الشعر والنثر والأوزان … أبحث عن كل حكايا التاريخ .. عن صرخات الثكالى .. ودموع الأطفال .. والدم الطاهر .. والشجر والحجر والإنس والجان … أبحث عن اي كلمة تشبع مساحات وجعي … عن كلمة حب صادقة يغلفها الأمان … عن عيون كنت أنام في أعماقها .. فلا خوف ولا حرمان …!
سأتوقف هنا .. عند لغز الأمان .. عند صرخة العصيان … عند تراتيل العشق الأبدي لا يولد إلا من رحم الأوطان … أتوقف .. نعم .. فحين الموت يسقط كل أمر … ويصغر جداً في ضمير نفسه الإنسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق