الاثنين، 25 ديسمبر 2023

بث مباشر بقلم محي الدين محمود حافظ

بث مباشر
قصةقصيره

بقلم
محي الدين محمود حافظ

لم يفهم مشاعره أبدا حتي و هو في لحظاته الأخيره
رابطآ سلكي الكهرباء بين معصميه جالسا علي أريكتةه
و أمامة اللآب توب مفتوح علي بث مباشر و ملايين
المتابعيين ينتظرون لحظه النهايه... نهايه روح عشقت
لدرجة الجنون و عاش الأربع سنوات الأخيره يجتهد
ليصبح يوتيوبر و يحقق شهره فقط من أجلها هي... 
أميره أحلامه... اسمها
جيلان.. زميلته في الجامعه و هو فارس الفتي اليتيم
الذي عاش عمره وحيدا بلا صديق أو اخ أوابوين.. ترعاه عمته بحب وحنان وعطف.. 
و كبر و تفوق و أحب مجال التكنولوجيا وتصميم
البرامج ثم تطور بعمل فيديوهات علي الإنترنت
عن البرمجه بأسلوب شيق و كاريزما ساعدته فيها
وسامتة و دخل الجامعة وهنا رآها و وفعل مالم يفعله
طوال عمره إقترب منها وعرفها بنفسه... وإبتسمت 
ومدت يدها و سلمت عليه.. وهنا لمس يدها و مس عقله
وأصبحوا أصدقاء بينهم الود
أربع سنوات صادقها و لم يبوح لها بحبه أبدا
و حين تسأله نفسه بحيره العاجز.. لما أضعت السنين هباء
يقول.. انا لمست يدها.. أنا عشقتها ولا أجد معني 
لشعوري فأنا أذوب عشقا في عيونها و أسبح طربا
بين السحاب.. فقط.. حين أسمع صوتها.. إنها ملاكي
و ملاذي أشعر بأني ملك متوج حين تعجب من 
فيديو حصل علي مشاهدات هنا أنا لا أري سوي
إعجابها و تعليقها و لا قيمه لما أجنيم من مال أو شهره
من متابعي صفحتي و ملايين المشاهدات

لحظة نعود الي لحظة النهايه و فارس جالس 
علي الأريكه و يبدأ البث المباشر و يديه بين
أسلاك الكهرباء موصله باللاب توب و يقول.... 
متابعي الكرام أعلم صدمتكم ولكن دعونا نختصر
فالباقي دقيقه و أرجو من رجال الشرطة
والطب الشرعي توخي الحذر عند مهاجمه المنزل وأرجوهم فأنا
لم أضر يوما أحدآ ما بالكم برجال القانون والعدل
أعتذر لكم يا متابعي الكرام و لا تجعلوا طفلآ يشاهد... ولعمتي اقول
أسف عمتي و سأفتقد حنانك
الليلة زفاف أميرتي و عشقي و ملاذي 
و كنت أمام خيارين إما أن أقتلها 
و أقتل نفسي و قد يجمعنا لقاء في عالم أفضل
أو أقتل نفسي و قررت الثانية فهي أهون علي بكثير.
..لا يمكنكم فهم ما يزلزل كياني
انا أحب و لم أفهم معني الحب لغويا أبدا 
ولكنه روح تسكن فوادي 
تسيطر علي أفكاري تسيطر علي
عقلي تكلمني وأكلمها طوال
اليوم و عندما صارحتها أمس بحبي بكت جيلان
وقالت بحسرة أغرب جمله ... لما تأخرت

زفافي غدا و ستبقي صديقي وأخي يا موهوب
لم أشعر بحالي و فقدت إيماني بكل شئ
إلا الحب الذي هنا فقط عرفت معناه
ما قوة هذا الشئ متابعي الكرام 
أستودعكم و سامحوني
فجريمتي أعلمها يقينا

فأنا فقط أحب 
أميرة إسمها جيلان

أربع ثوان 
ثلاثه إثنان واحد
إنقطع الإتصال 
و انتهي البث

بقلم
محي الدين محمود حافظ

طوبي لرجال العدل والقضاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...