نذرتُ نفسي لكلِّ شريفٍ،
مات من أجل الذين أَحبَّهم،
من أجل قضيته،
حيث أبى أن يسلكَ طريق الخائنين.
يدافع عن الأطفال بحنانه،
يدافع عن العدل في الدنيا ،
يقاتلُ ويحمي كلَّ البرايا
حتى حكامنا المتخاذلين.
نذرتُ نفسي للذين قُتلوا
في ساحة الكرامة ،
الحربُ تأتينا ونستقبلها
يسلمُ القتالُ ويسلمُ المقاتلُ
إلا حكامنا القاتلين .
نعم ، نعم هو القدرُ،
والله يفعلُ ما يريد ،
لكن ماذا لو كان فينا حكامٌ أبطالٌ،
بدلاً عن حكامٍ قاعدين؟
أقصف يا عدوي كيف شئتَ،
فالأبطال هنا يكتبون التاريخ
ويزرعون الأرض قمحاً وعزَّا .
لهم نذرت نفسي ولكلِّ
مَن اعتصم بحبل الله
لكل من حمل إنجيلاً وصلَّى
لكل من حمل القرآن ليُتلى
لكل من يصبو إلى الأعلى
يرسمون بسواعدهم
فجراً جديداً وصبحا.
ويرسمون شمساً
تُبدِّدُ شياطين الظالمين.
إني نذرتُ نفسي
للقابضين على الزنادِ
للحامدين للصامدين رغم الحصار
رغم الدمار والنار ،
ينقلون السلاح من يدٍ ليدٍ ،
يموتون يداً بيدٍ ،
يدافعون عن الأرض شبراً بشبر ٍ.
يا أهل الفداء الناسُ أمواتٌ
إلاَّ أنتم بقيتم للعهد مخلصين.
يا أبطال الجنوب ،
يا أيها الشجعان بغزةٍ
أُقسمُ أن لولا أنتم
ما كانت في الدنيا حياةً للطيبين.
نذرتُ نفسي للذين يتنفسون الأنين،
يفتشون الركام بأيديهم
يبحثون عن صوتٍ يستغيثُ
عن طفلةٍ تعلقت بالحياة
وكانوا محتسبين صابرين.
يا وطني ، يا وطناً تكثرُ فيه الموتى،
الراحلون بلا مأوى ،
والصراخ لا مغيثٌ ولا جدوى ،
ومن تحت الركام ينهض طفلٌ مخيف،
طفل ما تعدى قذيفته،
ويقول أنا الفداء ،
أنا سيد الغاضبين.
طفلٌ خالط لون الغبار والتراب وجهه،
قام من تحت الدمار عطشاً،
جائعاً ، خائفاً من غدر الأقربين.
نذرت نفسي لطفلٍ
عاد رجلاً يحمي أقرانه المكفنين،
عارفاً أن الله في صفِّهِ،
فالله أبداً في صف المؤمنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق