الثلاثاء، 12 مارس 2024

قصة قصيرة حلاق الحمير بقلم محمود عبد الفضيل

قصة قصيرة
حلاق الحمير
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
جلست مع صديقي العزيز الاسطي حمراوي حلاق الحمير الوحيد في البلد و الذي يلجأ اليه جميع الفلاحين في قص شعر الحمير و يعتبر صاحب توكيل تزيين الحمير و حلاقه شعرهم علي احدث الموضات العالميه حينها

فقد كان الحمار وسيله نقل هامه في الزمن القديم سواء لاهل القريه او لنقل المحاصيل و جر عربات الكارو
كان الحاج حمراوي مهموم لضيق الرزق نظرا لتناقص اعداد الحمير في القريه مع ظهور وسائل النقل المختلفه من ميكروباص و توكتوك و خلافه
حاولت ان اخفف عنه ذلك الضيق الذي اصابه و احاول انا اجد حل لتلك المشكله التي تؤرقه
خاصه انه لا امل في عوده مكانه الحمير مع تطور و سائل النقل
و اقترحت عليه ان يغير مهنته مقدرا دور الحمير في الماضي و لكن لابد من مواكبه العصر و الاعتراف بانتهاء عصر الحمير ولابد مع مواكبه العصر
ابتسم في سخريه و تسأل مستنكرا يعني عايزيني في السن ده اركب توكتوك و لا اسوق ميكروباص يبني علي راي الست فات الميعاد
هنا الح علي سؤال وهو طب اذا كان ده وضعك 
طب الحمير وضعها ايه هل ستنقرض و سياتي اليوم الذي تختفي فيه الحمير من البلد 
نظر الي في الم عمر الحمار ما فكر في بكره 
و عشان كده هو مش مدرك المشكله 
ابتسمت في خجل و قلت طب ما تخليك زي الحمار 
و ارتفعت ضحكاتنا و هو يعتدل في جلسته و يقول انا لو عندي قوه تحمله مكنتش احمل للدنيا هم يابني الفقر محتاج صحه و زي ما انت شايف اشتعل الراس شيبا 
الحمار ده حاجه محترمه جدا يعني تم ذكره في القران في قصه العزير و في تشبيه اليهود بحمل الاسفار 
هنا نظرت اليه في تعجب بس ايه الاسفار دي معناها عدم فهم الحمار 
انزعج الحمراوي من قولي و عاجلني مدافعا عن الحمار بقوله الحمار عمل مهمته وهي حمل الاسفار و ليس مكلف بفهمها التقصير من اللي عليه الفهم يعني فيه ناس كتير محصلتش الحمار 
مع احتراما طبعا للحمار 
هنا لمعت في عيني فكره وقفزت من مجلسي مثلما فعل نيوتن و انا اصيح وجدتها وجدتها 
اقترحت عليه ان يشتغل بمهنه حلاق خاصه ان معظم القصات التي اراها الان تشبه قصات عم حمراوي للحمير 
نال اقتراحي اعجاب عم حمراوي خاصه ان معظم الرؤس الان تشبه رؤس الحمير التي كان يقصها عم حمراوي 
كان الافتتاح جميلا خاصه ان الموسيقى التي كانت في الافتتاح للمطرب العالمي القديم ارفس برجلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

عيشُ الفقير بقلم راغب العلي الشَّامي

عيشُ الفقير عَتِبْتُ علی الدُّنيا ومَا أنَا عاتِبُ          وألْقــيْتُ أقْلامي وقِيــلَ أَكَاتِـــبُ يَمرُّ أُنــاسٌ في حياتي تَــرَحُلاً  ...