من البحر الكامل
بقلمي : سليم بابللي
=============
لا تُشرِقُ الشَّمسُ و لكنْ تَغرُبُ
أنظر إلى أيِّ اتّجاهٍ تَدرُبُ
لن تَرجِعَ الأيامُ فينا خُطوةً
و الدّهرُ مِن بينِ الأيادي يهرُبُ
تمضي الحياةُ بِرَغبةٍ أو عُنوةً
نحوَ الأمامِ يُشيرُ فيها العقربُ
تبدو الأمورُ إلى العيونِ بعيدةً
و هيَ السوادُ إلى البياضِ و أقربُ
لَمُّ الأماني في التلاشي كِذبةٌ
لَن يطفحَ الغربالُ مهما يُشربُ
سُبُلُ الحياةِ إلى الزَّوالِ غريبةٌ
و السّعيُ في كَنزِ الزّوائِلِ أغربُ
كم واهِمٍ رامَ النَّوالَ بكَدِّهِ
وَجدَ الزَّمانَ بدونِ كَدٍّ يُضرَبُ
نمشي بِهِ يمشي بِنا لمشيبِنا
و حَماقةٌ لمرورِهِ ما نَطرَبُ
يمضي مسيرتَهُ أصَمّاً أبكَماً
مُتجاهلاً إِنْ قيلَ دَربٌ أوربُ
طبعُ الوليفِ إلى الوليفِ قرابةٌ
مَثَلٌ على الأتباعِ دَوماً يُضرَبُ
و لِطبعِ مَن ننحو إليهِم حِصَّةً
مِنْ وَجدِنا في غيلةٍ يَتَسَرّبُ
كم رميَةٍ مِنْ غيرِ قَصدٍ أورقَتْ
جَذراً يبوساً شَعَّ فيها المأرَبُ
النحسُ يُهلِكُ بَيْدراً مِنْ فائضٍ
و السَّعدُ للخِمصِ الضوارِعِ يَثرِبُ
إن جاءَنا خيرٌ أتانا بائِساً
و لغيرِنا يأتي بفيضٍ قَطربُ
فالمالُ ينأى عن سبيلٍ مُبلِسٍ
و ينالُ في كُلِّ الأماكِنِ مُترَبُ
و الخيرُ بالخيراتِ جَرَّ لأهلِهِ
و الشَّرُّ في سوءِ المصيرِ مُجَرَّبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق