الثلاثاء، 12 مارس 2024

هبــات(الصدقة نور) بقلم منال صالح

نفحات رمضانية
•••••••••••••••••
٢_هبــات(الصدقة نور) 

أجل هبات هبات الصدقة تجدد الروح وتشفي النفس وتمنح الرضا والعطاء من الرحمن..مُذ عدة سنوات كان العالم يتعرض لجائحة كبيرة انتشار مرض كورونا عندها أصبح الجميع يخاف على نفسه أغلقت الأبواب وسَلسلت النفوس نفسها بعيدة عن بعضها البعض الكل يخاف على نفسه إلا في تلك اللحظات رأيت رجلًا شجاعًا لا يهاب شيئًا سوى الله.. 

استمر في عمله ويرى كل يوم تساقُط الآلاف حوله من المصابين بهذا المرض اللعين، وهو يكمل المسير ! لا يرى سوى عمله، ويختلط بالأطباء والممرضين وعندها أُصيِب بهذا المرض كان رجلًا بشوش الوجه تقيًا نقيًا يحب القراءة، وشغوفًا بها، ودائم الاطلاع على أصول العائلة والقبائل وكل شيء فكانت مكتبته مكتظة بكتب دينية، وفقه، وشريعة، ثقافية، إجتماعية، تاريخية وكان دائم التردد على دولة ليبيا الشقيقة كان يُحبه الكثير والكثير من الناس هنا وهناك.. 

عند المرض وهو في غرفة العزل كان يوميًا يهاتف أبي شقيقه الأوحد إنه( عمي) قبيل وفاته بعدة أيام سمعته يطلب من أبي نحر إحدى الأغنام التي يمتلكها ويقوم بتوزيعها على الفقراء، وسمعته يقول حديث عن الرسول ﷺ "داووا مرضاكم بالصدقة" عندها توقفت كثيرًا عند هذا الحديث أحببته جدًا جدًا فالشفاء يأتي بالإنفاق، والخير يعم بالعطاء برغم عمي توفاه الله بعد ذلك بأيام في مثل هذه الأيام عليه رحمة الله الواسعة..إلا أن الكلمة لم تخرج من نفسي ازدادت رغبتي في المساعدة والإنفاق أكثر فأكثر وكلما أزيد تزداد عطايا الرحمن، وكلما أعطي أنال الرضا، وكلما ضاقت بي الأحوال أجد المخرج، وكلما تعرضت للبلايا أجد الإنقاذ..

 لذلك عندما يطلب مني أي شخص أي شيء لا أرده والخيبة تحسره ولكنني أفعل ما بوسعي للمساعدة قد أتعرض للوم هل هذا يستحق؟! كم أنتِ ساذجة، ولكنني لا أبالي لا يهمني شيئًا سوى رضا الله، ومساعدة المستضعفين إذا ساعدتهم ينقذك الله ويرتقيك ويرفعك عنده درجات..وهل هناك أمرًا أفضل من ذلك؟! قال رسول الله ﷺ "باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّاها" فالإنفاق سعادة، والمساعدة إغاثة، والرفق مطلوب في جميع الأحوال الصدقة بمشيئة الله وأمره ترفع الأمراض وبها تزول المصائب و البلايا فالعلاج الروحي أنفع من العلاج الحسِي ، وقد كان رسول الله ﷺ يعالج بالأدعية الروحية والإلهية وكان السلف الصالح يتصدقون على قدر مرضهم وبليتهم ويشفيهم الله ويعافيهم من البلايا.. 

اُترك أثرًا طيبًا، وعملًا نافعًا، ونفسًا طيبة كم من أُناس يعانون من الفقر، وكم من مريض يغلبه المرض لا يجد الدواء ولا قوت يومه، وكم من أم تتكفل بأيتام وكم من أب بلا عمل وأبنائه يصرخون جوعًا.. 

هناك من يعيشون حياة الترف فلا ينتقص منك شيء إذا تكفلت بأسرة لا تجد المأوى، ومريض لا يجد الدواء، وطفلٍ يحلم بالتعليم، وأم تتكفل بأبنائها ولا تجد من يعينها أفضل من الوجاهة الإجتماعية بكثير..أجل الله يرزقهم ويرزقهم بأمثالك لتخفف عنهم أنت مُرسل من الرحمن لهم اختارك واصطفاك ليكرمك ويرضيك، ومن البلايا يدفع عنك ما لا تطيق.. 

فالصدقة تطفئ غضب الله سبحانه، وتمحو الخطايا، وتدفع عنك البلايا ونستظل بها بالرحمن يوم لا ظل إلا ظله..
كُن مع الله ولا تبالِ أعطِ ولا تغالِ كُن طيب النفس كي لا تعاني والله يضاعف لمن يشاء.. 
{وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} 
بقلم منال صالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...