بالامس ابن جارنا اطلعني على فيديو تابع لمدرستهم فيه احتفالية توديع لمعلمهم ، كونه محال على التقاعد وما اروعها من احتفاليه لتوديع المعلم وهم يودعونه بالدموع والبكاء كونه انسان راقي ومربي ومرشد حقيقي خرج اجيال كثيرة ، وهذا على لسان بن جارنا.. لاحظت بالفيديو اشياء كثيرة ، رجعت بذاكرتي للوراء . لم ارى معلم يرتدي بدلة ( قاط )لم ارى بناية خاصة بالكادر كالتي كانت ايام زمان . سالته عن المختبرات االعلمية والفنية ، اجابني ضاحكاً ( وين تحجي قابل احنا باوربا )..!
ذاكرتي تقول ..منذ ان انتقلت من مدرستي المختلطة وكنت انذاك بالرابع الابتدائي ، باعتبار اصبحنا رجال ، ويجب ان يكون دوامنا مع الرجال . وفي يوم من الايام وبعد انتهاء درس العربي قال لي المعلم تعال فاخر اخذ اوراق الامتحان الخاص بالاملاء ووزعها على الطلبة . دخلت بعده غرفة المعلمين وكاني ادخل قاعة فيها امراء وملوك بل شى من الخيال . معلمين ما يقارب ١٢ معلم كلهم يرتدون البدلات ويجلسون على كراسي خشبية من النوع ( الصاج ) وامامهم طاولة كبيرة وعليها المشروبات الماء والقهوة والمشروبات الغازية ، ويقف في الزاوية فراش المدرسة كي يلبي طلباتهم .. ما ان استلمت الاوراق من مرشدي استاذ تركي ، وانا اراقب المعلمين وهم جالسين ويتبادلوا الحديث والضحكات وكأنهم ملائكة .فصاح عليَّ فاخر (اشبيك الزم الاوراق) .
اي كادر راقي واي نضام واي ثقافة واي كارزمة ، كانوا يتمتعون بها معلمي ذلك الزمن . وبقيت امني النفس طوال تواجدي بالابتدائيه ان ادخل تلك الغرفة الملوكية ، لاشاهدالكادر التدريسي مرة اخرى كونها فرصة لن تكرر وانت تشاهد هولاء المربين وهم جالسين كالملائكة ..كم اتمنى لو يعيش معلمي وطلبة هذا الزمان كما كان عليه المجتمع انذاك ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق