الأحد، 17 مارس 2024

بين الماضي والحاضر بقلم فاخرالموسوي

بين الماضي والحاضر ..

بالامس ابن جارنا اطلعني على فيديو تابع لمدرستهم فيه احتفالية توديع لمعلمهم ، كونه محال على التقاعد وما اروعها من احتفاليه لتوديع المعلم وهم يودعونه بالدموع والبكاء كونه انسان راقي ومربي ومرشد حقيقي خرج اجيال كثيرة ، وهذا على لسان بن جارنا.. لاحظت بالفيديو اشياء كثيرة ، رجعت بذاكرتي للوراء . لم ارى معلم يرتدي بدلة ( قاط )لم ارى بناية خاصة بالكادر كالتي كانت ايام زمان . سالته عن المختبرات االعلمية والفنية ، اجابني ضاحكاً ( وين تحجي قابل احنا باوربا )..!  
ذاكرتي تقول ..منذ ان انتقلت من مدرستي المختلطة وكنت انذاك بالرابع الابتدائي ، باعتبار اصبحنا رجال ، ويجب ان يكون دوامنا مع الرجال . وفي يوم من الايام وبعد انتهاء درس العربي قال لي المعلم تعال فاخر اخذ اوراق الامتحان الخاص بالاملاء ووزعها على الطلبة . دخلت بعده غرفة المعلمين وكاني ادخل قاعة فيها امراء وملوك بل شى من الخيال . معلمين ما يقارب ١٢ معلم كلهم يرتدون البدلات ويجلسون على كراسي خشبية من النوع ( الصاج ) وامامهم طاولة كبيرة وعليها المشروبات الماء والقهوة والمشروبات الغازية ، ويقف في الزاوية فراش المدرسة كي يلبي طلباتهم .. ما ان استلمت الاوراق من مرشدي استاذ تركي ، وانا اراقب المعلمين وهم جالسين ويتبادلوا الحديث والضحكات وكأنهم ملائكة .فصاح عليَّ فاخر (اشبيك الزم الاوراق) .
اي كادر راقي واي نضام واي ثقافة واي كارزمة ، كانوا يتمتعون بها معلمي ذلك الزمن . وبقيت امني النفس طوال تواجدي بالابتدائيه ان ادخل تلك الغرفة الملوكية ، لاشاهدالكادر التدريسي مرة اخرى كونها فرصة لن تكرر وانت تشاهد هولاء المربين وهم جالسين كالملائكة ..كم اتمنى لو يعيش معلمي وطلبة هذا الزمان كما كان عليه المجتمع انذاك ..

✍️فاخرالموسوي ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...