الأربعاء، 20 مارس 2024

تشرقُ الشمس بقلم مريم كباش

** تشرقُ الشمس :
===========
جلستُ أنتظركَ كما كل يوم ، في البيت الذي كان يجمعنا ، على تلك الأريكة التي شهدت ضحكاتنا العالية ، أحاديثنا الجميلة .. ونقشتُ على صعيدها كلَّ لحظةٍ رائعة كانت روحاً للذِّكرى معك .. أشياؤك المبعثرة على الطَّاولة بفوضى غريبةٍ التي أكره ، كما غضبك حين تعود للمنزل وأنا في المطبخ لا أزال أُعدُّ وأحضّر لك أطيب وألّذَ طعامٍ كما تحبُّ وتشتهي.. لازالت صورك المعلَّقة على حائط غرفتي .. وجدران قلبي بلونهاالدَّائم الحبّ كخضرة سنديان بلادي لا يشيخ أبداً .. شاهدةٌ على عمق ارتباطي وتعلّقي بك كأنّها تخبرك أنَّ قلبي يتحرّق لرؤيتك ، ومشاعري المريضة بالشّوق ولوعة الحنين تئنُّ بوجعٍ كبيرٍ.. عميق وهي تنادي عليك في ليالٍ طويلة عديدة مديدة وأنا أتساءل متى ستنجلي ؟! 
هاهي كتبك كما هي على رفوف المكتبة، تنتظر أن تلمسها يداك لمسة شغف وحبّ.. وهاهي عيناك ألمحهما تطالعان السُّطور كأديبٍ امتهن المطالعة أزماناً .. وأنا جالسةٌ أرقبك من بعيد وقلبي المغمور بحبّك يرتِّل لك كلمات الحبّ والبسملة .. خشية العين والحسد .. ولشدّة خوفي عليك أرسل من دموعي أدعيةً تنطلق بها عصافير صدري ليحميك ربّي من كلِّ أذىٍ ..أو مرضِ.. أو مكروه ..
حبيبي ... يانور عيني .. يانبض قلبي .. وأنفاس روحي .. رغم أنَّ صقيع الغياب يلفُّ حياتي لكنَّه لم يستطع أن ينال من حضورك الدّائم في خلجاتي وسكناتي .. فطيفك يجري مجرى الدّم في الوريد والشِّريان ..
ما زلت أعيش على الذِّكرى الجميلة مستندةً إلى جذع الأمل .. وأمسك عصا الصَّبر أهشُّ بها على قطيع أحزاني ، مازلت أتخيلك كما أنت .. كما كنت .. وأشكِّل من الياسمين الذي تهواه وأوراق الجوري بلون شوقي صوراً كثيرةً لوجهك الجميل يبسم لي بعيون تعانقني حبّاً وفرحاً ..
يتأبَّط قلبي طيفُك الذي لم يفارقني مذ فارقتني بجسدك ... يشاركني لحظات انتظارك باسمةً مرّةً وباكيةً مرّات ومرّات .. مضطربة .. مرتبكة .. كما الرِّيح تعوي بأركان روحي .. تتلاعب بأركان عمري ..
ها أنا ذا أشتَّم ريحك العاطر من بعيد .. وأراك كالشّمس تشرق دائماً بقلبي .. أسمع كلماتك الرّقيقة تدندن لي أغنيةً جميلةً تسقي روحي عذبك الذي أتوق إليه .. أمسح رأسك المُلقى بحضني .. أشعر بدفء يديك تعانقني بفرحٍ طفوليٍّ غامر أتحسس قبلاتك على يدي وجبيني تطالبني بفيض رضىً .. وحبِّ ..ودعاء.
عين القلب التي ابيَّضت من الفراق يكفيها الهواء المثقل بعطرك لتبصر ..
وترتسم على وجهي ابتسامة امتزجت بدمعِ مسفوحٍ على خدّي .. وينصت كُلِّي إليك وأنا أسمعك تردِّدُ أغنيتي المفضَّلة التي طالما غنيتها لي في مثل هذا اليوم :
" ستّ الحبايب ياحبيبة " .. كلّ عام وأنتِ بخير يا أُمِّي .
بقلمي :
 مريم كباش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...