ــــــــــــــــــــــــــــــ
تَوارى الوالدانِ بِلا مُزاحِ ...
عَنِ الدُّنيا بإسدالِ الوِشاحِ
تَوارى كُلُّ حَظٍّ في حَياتي ...
كَطَيرٍ صارَ مَقطوعَ الجَناحِ
تَوارى كُلُّ حِبٍّ عَن فُؤادي ...
بِأَحزانٍ و قَد مَلَأَت قِداحي
تَدارى عَن عُيوني كُلُّ ضُوءٍ ...
فَلَم أُدرِك قُيودي مِن سَراحي
تَدارى عَن طَريقي كُلُّ خَطوٍ ...
فَلَم أَعلَم مَجيئي مِن رَواحي
تَخَفَّى في سَماعي كُلُّ صَوتٍ ...
و قَد يَسمو صَموتي عَن صِداحي
تَخَفَّى كُلُّ كِلمٍ في لِساني ...
و قد يَعلو سُكوتي عَن جِماحي
فما ما ثُمَّ ما لي غَيرُ أُمِّي ...
أَبي و الغَيرُ وَهمٌ في انشِراحي
و ما الدُّنيا بِمَوتِ أَبي و أُمِّي ...
سِوى قَلبٍ مَليءٍ بالجِراحِ
و ما عَيشي بِفَقدِ أَبي و أُمِّي ...
سِوى نَبضٍ ثَقيلٍ بالقُراحِ
و ما فَرَحي بِغَيرِ أَبي و أُمِّي ...
سِوى حُزنٍ أَبى مِنِّي انزِياحي
أَنا طِفلٌ يَتيمٌ رَغمَ شَيبي ...
شَهيقٌ ذو زَفيرٍ في كِفاحي
و بَعدَ المَوتِ مَوتِ أَبي و أُمِّي ...
فَلا مَوتًا يُوَسِّعُ في جِراحي
و لَو ماتَ الخِيارُ مِنَ الأَهالي ...
و ماتَ خِيارُ أَهلي في الفِساحِ
فَبَعدَ الوالِدَينِ كَأَنَّني قَد ...
أُصِبتُ بِبَعضِ أَعراضِ الكُساحِ
أنا شِبلٌ سَقاهُ الدَّهرُ يُتمًا ...
و مُرًّا في الدُّنى.. صَبري سِلاحي
سَقاني مَرَّتَينِ الكَأسَ قَصدًا ...
و هذا الدَّهرُ لم يَطلُب سَماحي
و في الدُّنيا وَحيدٌ دونَ أُمٍّ ...
و دونَ أَبٍ و حَظِّي غَيرَ صاحِ
و حَظِّي مِثلَ حَبٍّ مِن دَقيقٍ ...
رَمَوهُ على طَريقٍ لِلرِّياحِ
فَهَل لِليُتمِ سِنٌّ فيهِ يَشقى ...
يَتيمُ الوالِدَينِ بِلا فَلاحي ؟
و هَل لِلمَوتِ تِرياقٌ و مَصلٌ ...
و هَل لِليُتمِ نَزرٌ مِن لِقاحِ ؟
يُؤانِسُني أَبي أُمِّي بِلَيلي ...
فَلا أَدري مَسائِي مِن صَباحي
بَطَيفٍ حامَ بَينَ غُروبِ شَمسٍ ...
و بَينَ الفَجرِ تِذكارُ المِلاحِ
و ما إن زارَني طَيفُ اللَّيالي ...
أُحِسُّ بِداخِلي بَعضَ ارتِياحي
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق