مات القلبُ و انكسر
و العمر البائس قد فاضه
الوجع من الصدمة
لم أأتي كي أعتذر من
الغياب له
و أكتبُ كلاماً من وهم
غافلٍ حزين
فالندم كان وجهه أوضح
من مرايا النجاة
بل جئتُ لأرتب قلوبٍ مهدومة
باليأس الهابط
سأكتب كل أسماء الخاسرين
في الحجر
لكي ينبت عشبٌ أخضر
من الدمع للذكرى
سأسرق من الوقت ما يكفي
لزمن الهزيمة
فلا وجعٌ في الهزيمة إلا
في النسيان
فإن الحنين يشق بجسد
الضحية
و الرهبة القديمة ماتزال
عائمة
سأنسى كل ما يوجعني
بوقت الحنين
و سأهمس للضجر بحكاية
العمر المقتول
عن سبب الفشل الكبير
حتى لا أنكسر مضرجاً بظل
الوحدة
كما يشتهي من أخذ وصل
التلاقي من جسدين
فكل الأشياء بيننا كان
من سراب
والعناق ترابٌ في الريح
دون أثر
فأنا دهشة المنكسرين المحبطين
بخيبة الأيام
و لم يعد ينقصني من فكرة
الوصية ما يرتبني
سأمضي في الضباب كما
يمضي الوقت
دون أن أحمل ذنب الغائب
البعيد
فمازلت أرشفُ من جسدي غبار
الحزن خلف الوداع
مازلت العاشق القديم في
الحب الخاسر
يجب علي أن أغيرَ هذا
المكان
و أن أُبدل وجه الزمان المر
بألف كأسٍ من خمر
الضياع
لأنجو من وجع الذكريات
و صورها
كنت أحلم بالنجاة برفقة
من أحبْ
لكن ريح النكب قد أغار
علينا و فرقنا
و لم يبقى لدينا من عاطفةٍ
كي
نعود إلى تلك الذاكرة الشقية
و نمثل أدوار البطولة
كعاشقينِ
لقد سلبوا الروح و شنقوه
على جدار الإنكسار
و قالوا لنا كلاماً في الحب
يشبه الخاطرة
كان كلامه شعراً مسروقاً
من جدار الخيانة
فجاء الليل مكسوراً قبل
موعدنا و أجهش
فتاه الياسمين من صباحنا
و تحجر الحلم الصغير
فلا أريد من الكلمات أن تكون
حياديةٍ ببوحها
فعلى المعنى أن يسيج الوحي
بحدود القصيدة
و لا يكتفي بالتشكيل الرموز
بحرف الجيمِ و الخاء
كي لا تسقط بشكلها الجديد
متعثرة بالخيبة مثلي
تماماً
فالهشاشة من حق الأموات
اليأسيين
و من حق الزهرة أن تنمو
بأرضٍ خصبة توحي
للإنتماء
فكلما جئنا ننهض من السقوط
أسقتطنا وجع الخيبة
ثانيةً
هو
لماذا أخذتِ من الجسد
نبضه الوحيد
هي
لكي تموت أكثر في
ألم الرحيل
هو
لكني لم أحمل لكِ إلا
الحب و التعلق
هي
أنا لم أكن أحبك و لم أحظى
بكَ
كما الفراشة تحظى برحيق
الزهرة
و قد مثلتُ دور الحبيبة فوق
مسرحٍ ساقط
فأسقطني القناع متأخراً من
عرش الرحمن ذليلة
هو
لماذا كل هذا الغدر و هذا
الطعن الكبير
كيف يسيل من الملاك دمٌ
هي
قيود الرغبة كسرتني
فأنا مشعوذة العصر و رجس
الزمان المر
و ثوب الطهارة ليست من
مقاسي
فلا أُجيد إلا طقوس الحرام
و الكفر المقدس
هو
ألهذا الحد أنتِ شقية
بالوعن
هي
ربما أمي أنجبتني من نارٍ
و دخان لأدمن القتل
هو
فلماذا إلتقينا إذاً بغير موعدنا
و تهنا كغرباء
هي
الذنب هو ليس ذنبي لأقتلك
بل كان ذنب الرب
البعيد
هو
كان عليكِ أن تخبريني بموعد
الرحيل
لكي أروض نفسي على وجع
الهزيمة
هي
إنها المكيدة القديمة من مكر
حواء
هو
ياليتنا يا أيتها الساحرة
لم نلتقي
يوماً بمقبرتنا الكئيبة و ننكسر
خائبين
لكان الزمان أنقى من فسحة
الخيال الوحيدة
و أصفى من ينابيع المودة
بين البشر
و أكثر راحةً من الآن
هو مرةً أخرى
من كان سبب النصيب بوقت
التعارف
وحده يحمل الذنب العظيم
بجنازة المقتول
فمضى كل شيء ورائنا و
مات
و القادم يبدو إنه سيأتي
أسوء مما سبق
فالطريق إلى الله يمر عبر
قافيتي
فالرسالة ......... تقرأ من
العنوان الأخير
مصطفى محمد كبار
أبن عفرين ٢٠٢٤/٣/٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق