الأربعاء، 20 مارس 2024

الأمّ بقلم سليمان شاهين أبو إياس

…………….......الأمّ………………...

الأمُّ دَوحُ وَداعةٍ و حَنانِ 
          يَحنو عليك بِوارفِ الأغصانِ
الأمّ حبٌّ طاهرٌ لا ينتهي 
              بِتعاقُبِ الأيّام و الأزمانِ
شِرْيانُ عطفٍ ليس يَضْعُفُ دَفقُهُ 
           جاري العَطاءِ ودائمُ الهَمَلانِ 
إشْعاعُ لُطْفٍ يستنيرُ بهِ الفتى
           مُتَمَثِّلٌ في هيئةِ الأبْدانِ
ينبوعُ حُبٍّ ليس يأْسُنُ ماؤهُ 
          عذبٌ شَهِيٌّ طيِّبُ الرّشَفانِ 
قلبٌ رقيقٌ لا تَنِي دَقّاتُهُ 
          تأْتيكَ بالإشفاق و التّحْنانِ
مَنْ ذا يُحِبُّ كَحبّها لِوليدِها 
         أو مَنْ يحوطُ كمثلها بِتفاني 
لو كان في يدها لَصارَ فؤادُها
         مَهْداً لهُ أو صارتِ العينانِ
لو أنّها لَمَسَتْ لَدَيهِ شِكايةً 
          لأَبَى الغُمُوضَ بليلها الجَفْنانِ
لو قِيسَ حُبُّ الأمّ في أشباهِهِ 
         لَرَأيتَهُ يزدادُ في الرُّجْحانِ
إنْ كُنتَ تؤمنُ بالإلهِ فَبِرُّها 
         يا صاحبي جُزْءٌ منَ الإيمانِ
حملتك تسعةَ أشهرٍ وَهْناً على
         وَهْنٍ بِوَهْجِ تَأَوُّهٍ و أُنانِ
والحَمْلُ كُرْهٌ سابقٌ مُتعَذَّرٌ 
         لا هيِّنٌ و الوضعُ كُرْهٌ ثاني
ولَقَدْ رَعَتْكَ بِرِقَّةٍ وتَلَطُّفٍ 
         و غَذَتْكَ أخلاقاً جَرَتْ بِلِبانِ
فَهيَ الأحقُّ صَحابةً فيما أتى 
          من سُنَّةٍ عن سيّد الأكوانِ
واللهُ بالأبوينِ وَصّى كلَّ ذي 
         عَقْلٍ و في أكنافِهِ أبَوانِ
قد قالَ في شَأْنَيهما ربّي بِلا 
          لَبْسٍ يُخامر قارئَ القرآنِ
وصّيتُ بالأبوينِ إحساناً-إذا 
           كَبِرَا و شابا - أيَّما إحسانِ
وأَهَابَ بالأنجالِ أنْ يتبادَرُوا 
           لهما و لِلخلّاقِ بِالشُّكرانِ 
قَرَنَ الكِتابُ البِرَّ إذْ أوصى الفتى
           بهما معاً بِعبادة الرّحمانِ 
ولقد توعّدَ مَنْ يَعُقّهُما غداً 
          بالخِزْي والخِذْلانِ والخُسْرانِ
يرضى الإلهُ عنِ الذي يُرْضِيهما
          ويفوز يومَ الحَشرِ بالغُفْرانِ سورية.حماة.مصياف.المشرفة .
سليمان شاهين أبو إياس
--------
يأسُنُ الماء : يتغيّر لونه وطعمُهُ .
لا تني:لا تفتر ولا تضعف.أُنان:تأَوّهٌ وأنينٌ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...