لأنكِ أنتِ الوجود .. والحياة .. والنور.. والبقاءْ
لأنك أولُ من زرعتِ بذور الألف .. والباء .. والتاءْ
أولُ من أمسكتْ يديّ وخططتُ بدايات الحروف والاسماءْ
واستطعتُ بأحاسيس يديك أرسم أحلى لوحات السماءْ
وغرستُ من بستان عينيك بذور الخير في صحراءْ
وبين يديك تعلمتُ أولى الخطوات بلا شقاء بلا عناءْ
وذهبنا معاً إلى مدارس علم قريبة .. بعيدة الأرجاءْ
وهناك تنظرين إلىّ نظرات أمل مشرق زهي وسناءْ
حتى مرّتْ بنا السنواتُ الطوالُ بين راحة وعناءْ
وحصدتُ العلم والمكانة بفضلك أنت يا أعظم نداءْ
خمسة وأربعون عاماً وأنا معك طفلا .. شاباً .. فداءْ
ويوم رحلتِ عنّي كأني شيخٌ شاخت فيه كل الأجزاءْ
أقفُ أمام صورتك صامتاً مصلوباً ممزق الأحشاءْ
أتذكرُ كل شيء ... منذ الألف .. والباء .. والتاءْ
ولكن قد ضاعت مني الحروف ولم يبق إلا الياءْ
ضاعت قواميس اللغات لأنكِ أنتِ أعظم استثناءْ
التوقيع / خالد
أد/ خالد عباس القط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق