الثلاثاء، 12 مارس 2024

ستّ الحسان بقلم محمود علي علي

ستّ الحسان
"""''
بانتْ وقد سلبتْ فؤاديَ والنهى
ستُ الحسانِ بقدِّها الميَّاسِ

من خلفِ تلٍّ قد تماهى بُعدهُ
والطرفُ أحور فاتنٌ بنعاسِ

وتبخترتْ في مشيةٍ وكأنَّها
ضربٌ من الغزلانِ في البلعاسِ

وتمايلتْ كقضيبِ بانٍ ينثني
إن هبَّ ريحٌ أو قضيبُ الآسِ

فاحتْ عطورُ الندِّ من تهتانها
تهمي على الأخدانِ والجلاسِ

وتبهرجتْ وازّيّنتْ في حلّةٍ
فتخالها حوريةً بلباسِ

فتنتْ مفاتنها البهيةِ عاشقاً
وكأنَّها المشكاةُ بالمقباسِ

مذْ أن رأى ذاكِ الجمالُ بكونها
ضُربتْ له الأخماسَ بالأسداسِ

فقوامها الفتانُ سرَّ لمنْ رأى
قدٌّ تكاملَ صنعهُ بمقاسِ

قد جمّعتْ ألوانَ طيفٍ يالها
من لوحةٍ قد أتقنتْ بمراسِ

أنوارها سطعتْ وقد بانتْ لنا
من شرفةٍ للقصرِ كالنبراسِ

فندهتها من خلفِ سورٍ شاهقٍ
وجعلتُ من شوقي لها متراسي

وطرقتُ باباً موصداً بهداوةٍ
والفكرُ مني حارَ بالوسواسِ

قالتْ من الطرّاق قلتُ متيَّمٌ
عانا من الدربِ الطويلِ القاسي

رامَ الوصالَ وقد تملّكهُ الظما
هلّا دلقتِ السلسبيلَ بكاسي

كشفت لثاما عن محاسن وجهها
تحيي به الأموات من أرماس

وتكلمت في كل لطف وانثنت
تحنو عليَ برقّةٍ لتواسي

قالتْ هلمَّ بجوهرٍ قد حزتَهُ
وسوارُ تبرِ رصّعتْ بالماسِ

واللؤلؤ المنضود من بحرٍ طما
لتكون للخمرِ المعتّقِ حاسي

والخاتمُ الذهبي طُعِّمَ عندماً
تأتي به ليكون لي محباسي

وإذا أتيتَ بغيرِ هذا يافتى
فاحذرْ مليّاً صولةَ الحرّاسِ

صارحتها إني فقيرٌ معدمٌ
ونفضتُ جيبيَ معلناً إفلاسي

بقلمي ـ محمود علي علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...