بيجو من الموقف الجديد
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
في نهاية الأسبوع و مع أكتظاظ موقف السيارات بالركاب في أنتظار أي سيارة تأتي لنقلهم إلى مدنهم أنتظرت أنا و زميلي بشر قدوم أي سيارة أو ميكروباص ينقلنا من مقر عملنا في الاسكندريه إلى المنصورة و مع مرور الوقت بدأ اليأس يتسرب إلينا و بدأنا التفكير في الذهاب إلى محطة القطار توفيرا للوقت و خلال مشاوراتي مع بشر ظهرت سيارة بيحو ٧ راكب توجة إليها الجميع و الكل يحاول أن يظفر بكرسي ينهي به مراره الأنتظار و بمجرد أن توقفت السيارة علي بعد أمتار من تلك الكتله البشرية التي تحركت تجاه السيارة بعشوائية وصلت لدرجة النظام أغلق السائق سيارته و صاح في الجميع أنه لن يتحرك الأن و علي الجميع أنتظاره حتي يستريح قليلا وسط سخط و همهمات الركاب
و بعد ربع ساعه أعلن السائق أن تعريفه الركوب زادت ١٠ جنيهات و هنا حدثت ثوره بين الركاب و تعالت الاصوات مرة أخري و الجميع يتهم السائق بالطمع و الأستغلال و فضل الكثيرون التوجه لمحطة القطار أعتراضاً منهم علي زياده أجره الركوب
و بقي مجموعه أنا و بشر منهم و بدأت مساومات السائق علي الحقائب فهو يريد ١٠ جنيهات أخري علي كل حقيبة
لم أمانع أنا وبشر و أمتثلنا لكل شروط السائق و فعلا عاش الركاب المثل الشعبي الشهير المحتاج لك.. يسمعلك و جلسنا في الكرسي الخلفي
أتم السائق حمولته و بدأ التحرك بسيارته منطلقاً من الموقف الجديد سعيداً بتلك المغانم التي حظي بها من الركاب التي تريد العودة إلى بلدها في أسرع وقت
بعد ساعه من التحرك توقف السائق فجأة و طلب تغيير أماكن جلوس الركاب خاصة أن الراكبين بالكرسي الأمامي ذو أوزان ضخمه تمنعه من القيادة بطريقه مريحة و بعد مشاحنات و تراشق بالكلام بين الركاب و السائق ورفضه التحرك إلا بعد أن يتم تنفيذ طلب رضخ الركاب لطلبه و
تم تغيير أماكن جلوس الركاب و كل هذا و أنا غير مهتم بما يحدث أمامي
و لكني كنت منزعج من ضياع الوقت حيث غابت الشمس و الظلام قد غطي الطريق
و في منتصف المسافة خرج جرار زراعي من إحدى الطرق الجانبية و حاول سائق البيجو تفاديه و لكن لم يتمكن من الفرار منه
و حدث تصادم مروع أطاح بالسيارة
لم أفق إلا علي أصوات عالية تعلن عن وجود وفيات في السيارة البيجو
تحسست أعضائي و حمدت الله علي سلامتي و كذلك زميلي بشر و خرجنا من السيارة بمساعده أهالي المنطقه والمارة
نظرت بجوار السيارة لأجد المتوفين من أختارها السائق للجلوس في الكرسي الأمامي
و من تبدل مكانهما و كانا في غايه الغضب يسجدان لله شكرا
اما السيارة فقد تحطمت تماما
نظرت إلي بشر في أسي و قلت له
أعتقد ان اللي نظم أماكن جلوس الركاب دي مش السائق التنظيم ده كان من عزرائيل
نظر إلي بشر في حزن و قال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق