نفحات رمضانية بقلم منال صالح

نفحات رمضانية

••••••••••••••

٣- يـقيـن

تروقني تلك النفوس التي برغم ما في قلبها لا تنسى يقينها بربها..لا تمل من الدعاء وترجو الرضا والعطاء وتؤمن بأن بعد الصبر جزاء.. 

ما أجمل من يرى أن البلاء اختيار، ولا يقنط من الجبار 

من يجبر الخاطر برغم الهموم التي تثقل قلبه يعطي ليتقرب بها إلي الرحمن، ويفتح قلبه بالدعاء ويرفع يديه إلى السماء، ولا يقنط من الرجاء..

 من يخلص بسجدة وهو على يقين بالاستجابة لأنه يدعو ربًا رحيمًا ويرد على عبده بالإجابة،من يستند على سندٍ قويٍ لا يميل وربٌ لا يمل عطاؤه واسع وجوده كثير وفضله كبير وجزاؤه عظيم..ما أجمل القلوب التي تسر ولا تضر، وتزرع الورود لتيقنها لجني الثمار بجنات النعيم.. 

ذات مرة قرأت قصة عن رجل جاء ليتفاوض مع خالد بن الوليد ومعه سم أجل سم، وتناول خالد بن الوليد السم ولكنه ردد "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" وشرب السم ولم يضره !.. ذهب الرجل مسرعًا إلى قومه قال لهم: أتيتكم من عند رجل أخشى أن تضعوا فيه السيوف ولا يموت!.. 

يقينًا تام بالله وحمايته اُترك أمرك بيد الله ولو كنت تعرضت لظلمٍ شديد حدثه يأتي بالحقوق ولو بعد زمنٍ بعيد..اُترك أمرك لله عندما تنكسر ادعُ الله يجبرك من جديد.. فحُسن الظن بالله يأتي بالخير كما جاء بالحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي"..

ابذل قصارى جهدك في الطاعات، وجاهد وثابر لتتقرب من الله وابتعد عن المنتهيات..ما أجمل هذه الأيام أكثر فيها بالدعاء والاستغفار والرجاء جاء رمضان ليصفو قلبك،

 ويشعل فيه نور الإيمان بعد ظلمة الدروب، وتبتعد عن العصيان..وتتحقق المعجزات بالجبر واستجابة الدعوات..

فاليقين بالله يمنحك الأمل بأن نهاية النفق المظلم نور، وعند جفاف القلب يسقط غيث الدعاء لينبت في القلب الزهور..

ارض بالأقدار ولا تمل من الدعاء فالدعاء إنقاذ والله رحيم لطيف بعباده.. 

{وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ﴾

بقلم منال صالح