لا للجوع
ينظر لها . هي ابنته الصغيرة الغالية ، تسأله لقمة خبز تسد رمقها بها جوعها القاسي ،وهي ملقاة على الأرض لاتستطيع الوقوف ،أو حتى الجلوس يبحث ويبحث لاهثا لايجد غير اوراق مبعثرة ، وأوراق الشجر الجافة التي أكل عليها الزمن .
وأخيرا يحط رحاله عبر قطعة من خبز جافة ، تعرضت لملمات الزمن القاسي .
يأخذها لابته فرحا سعيدا ،يحتضنها بكفيه، كيف ولاوكأنه وجد الكنز الثمين، يعطيها لها ويكلمها لاتجيب ، يهز جسدها البض الطري لايستجيب ، يحركه ويهزها بقوة منفعلا علها تفيق من غفوتها، إن كانت نائمة ، ولكن للأسف لاجواب ولا حتى نظرة، بل حتى لو كانت نظرة عتاب .
لكنه يرفض ذلك بداخله، لا لم يفقدها، لا لم يفقد النبض والروح، إنها تعيش حياتة المتعلة ، وتسري مع شريانه .
وهو بثيابه الرثة البالية يأبى إلا أن ترقص معه ، وتغني معه ، لكن كيف ، هو الحب يفعل كل شيء .
فيرقص معها وتراقص حركاته عبر نبضه عبر شغفه الأبوي ، رافضاً الواقع المر ، وعندما يضعها على الأرض يستدير ليناجي ربه ويكلمه عما هو به من غم ، يشعر وكأن يدين ناعمتين غمرتا عينيه ، فيستدير مذهولا ومنبهرا ، هل حقيقة هي ، وكان يتمناها، لكنه شاهدها راقدة بلا حراك ، وعيناها مغلقتان ترقب خالقها .
فيدرك حينها أنه في حلم أو خلق باطنب لما برفض أن يصدقه، بل هي الحقيقة المرة ، لقد رحلت عنه في رحلتها الأبدية .
هي لحظة فراق حزين عجيب فاسية جدا .
هي من واقع هذه الايام أحدى الضحايا البريئة لعالمنا القاسي اليوم، فكم من طفل فارق وغادر الحياة جوعاً وقهرا ، أو بالسلاح الأعمى الذي لايميز بين كبير وصغير ، بين غني وفقير ،فهلا اعتبرنا للإنسانية !؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق