الجمعة، 8 مارس 2024

الحاضنة والمفتاح بقلم ناصر درويش

الحاضنة والمفتاح 

حاضنة النجوم اللامعة كالدرر
حاضنة الأرواح المسافرة يكسوها التعب 
تجتمع الكواكب ووجه القمر 
تتفايض تلك السحب النورانية 
من مكان واحد 
تتسلق جدران السماء الواسعة 
تغرس في عمق الغمام النقي 
وروداً وعطوراً 
وصور 
لتلك الأرواح المنهكة 
من أرضٍ لا تشبه رماد الأرض
ولا تشبه الأحلامُ أحلامَ البشر 
ذاك الغمام النقي يعشق رائحة المسك
وتلك العيون التي تحمل الحنان 
وكل الجنان تنزوي فيها 
عيونُ أبطال غزة تحمل مفاتيح الجنان
ويتنفس من عمقها الصبح 
فيا أيها الكون أمعن البصر
أيتها الحاضنة البعيدة مهلاً
فإني سمعت زفير النار 
ووجع المكان البعيد 
ورأيت الريح تحمل دموع وطنٍ
وشوارع يكسوها اللون المرعب
دمٌ يغطي وجه الأرض 
فيحمر حزناً وجه السماء 
يسقط الكون حين يعلو سوط البكاء
تذوب النجوم لوجع طفلة
يرعبها صوت الموت المتغطرس
يحصد أرواح الأبرياء 
أيتها الحاضنة النورانية لقد سقط التاريخ
والحضارة نائحة يفتك في عمقها الخوف
وأرصفة الجوع وانكسار بحر غزة 
وحروف الأبجدية 
حتى لغة الضاد هَوَتْ 
فما عادت قصائدنا عصماء
إني طرقت أبواب القلوب لعلّ
بعد هدوء الغبار تشرق شمسٌ
أو أن تبتسم رغم جراحاتها فلسطين
هل تعرفون ما جرى لتلك الأرض 
وطرقات الحكايا 
وعزف الناي ورقص المرايا 
وجبال الشموخ وغناء الصبايا 
لقد رحلت من كلهم الأرواح 
وشابت جدائل القمر 
حين دفنت النجوم كل الأفراح 
من منا يحمل المفتاح 
مفتاح السعادة فقدناه 
حين بكت غزة 
وسقطت كرامة أمة بائسة 
لا تجيد حتى أبجديات النواح
أيتها الحاضنة النورانية 
اني دفنت قصيدة عمري 
ما بين جثة وأخرى 
ما بين دمعة وأخرى 
وودعت الحروف بلا صوت
فلقد سقط الصوت لحظة الإجتياح

ناصر درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أنتَ فارس أحلامي المنتظر بقلم إيمان بوغانمي

---☆☆☆ أنتَ فارس أحلامي المنتظر ---☆☆☆  ذات صباح مليء بالحب  و الغرام أشرقت شمس فؤادي من جديد أخبرني حبيبي أنه مغرم بكياني  العظيم لحدّ الجن...