أني مازلتُ أبحثُ
عَنْ أُنثى لمْ تُخلَقْ بَعد
أُنثى جُموحُها بَرقٌ
وصَهيلُها رَعد
أني أبحثُ عَن أُنثى
تُلملمُ أشلاءَ الماضي
تُزيحُ بقايا أنقاضي
تَحزمُ حَقائبي
وتُسافرُ مَعي نَحوَ الغَد
أنثى تَيقُظُ الدّيكَ صُبحاً
أُنثى لا يَغفو لها نَهد
أُنثى مَجنونةٌ
لا تَعرفُ مَعنىً ..
لا للجَدِ ولا للا جَد
أُنثى تَستَلّني
مِن خَبايا أعماقي
وتعيدُ تَرتيبَ أوراقي
وَتَغرسُني بَتلةً
في ثَنايا المَهد
تُعيدُ تَكويني ..
تَخلقُ في كُلِ فَينةٍ
فيَّ أَلفَ صَيرورةَ مَجد
أُنثى ..
حِينَ أحسُبها بالوقتِ
أعِيدُ صِياغةَ التأريخ
وأبرمُ على حُدودِ
ثَغرِها مِليُونَ عَهد
أُنثى تَحتَلني
حِينَ تَرمي بلِحاظَ مُقلٍ
جَزرُها فقدٌ ومَدُها وَجد
شِباكُها .. مَكرٌ ودَهاء
سِلاحُها .. سِحرٌ وإغواء
أقتَحمُ حِصناً تَصُدُني
وَتُنشأُ ألفَ سُوراً وسَد
وحِينَ أرفعُ رايتي
تَرسُمُ لَوحَةً مُكَرملةً
تَنثرُ عُنّاباً على الثَغرِ
ووَرداً على الخَد
أُنثى ..
لمْ ولَنْ تُخلَقْ بَعد !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق