وعل يجول في الغاب
بحثا عن رفقة و صحاب
بعد مسير طويل و عناء
لمح ثلة من الأصدقاء
ضمت قردا غزالة ظبيا و لاما
فيلا زرافة قنفذا ببغاء و حمامة
ألقى التحية بصوت عذب رقيق
سألهم: أ تقبلونني بينكم كصديق؟
ردوا: مرحبا بك بيننا
يسرنا انضمامك لنا
مع أول ابتسامة لشمس الصباح
استيقظ و عطر نشاطه فواح
كنس نظف و حضّر الفطور
رتب و زين بأبهى الزهور
صحا الأصدقاء و ثمار جهده قطفوا
أداروا ظهورهم و لأشغالهم انصرفوا
لم يكترث و لم يبال أحد
أن المسكين قد اجتهد و كدّ
همهم الوعل بصوت شجي حزين
لا بد أنه قد داهمهم الوقت الثمين
أقبل عيد ميلاد الغزالة
أقامت بمعية الأصدقاء احتفالا
أهداها الوعل أحلى سوار
صنعه من الزهر و النوار
بسمة باهتة علت وجهها
و وضعته جانبا بين أغراضها
همهم الوعل بنبرة حزينة
ربما هديتي لم تكن قيمة ثمينة
توعك الظبي في ليلة ماطرة
تبادل الأصدقاء نظرات حائرة
قال الوعل : لا تحملوا همّا
أنا سأحضر نبتة تخفض الحمّى
فالظبي أخي و صديقي
لا العاصفة و لا الأمطار ستعيق طريقي
خرج مهرولا نحو الجبل
و قد التحف بمعطف البطل
قطف النبتة و الفرحة عليه بادية
عاد و بشّر الظبي بالشفاء و العافية
زارتهم شمس صباح جميل
محتفية بتعافي الظبي العليل
شكر الكل على التفاني و الإخلاص
و لم يتوجه إلى الوعل بشكر خاص
همهم الوعل: ربما تفكيري طفولي
خلت أن ما قمت به بطولي
توالت الأيام و كثرت الخيبات
في كل مرة يهمهم الوعل همهمات
حتى جاء اليوم الذي
لم يعد حسن الظن يجدي
قال الوعل: لن أكثر من القال و القيل
لقد قررت اليوم الرحيل
صديقا لكم أبدا لن أصير
ما دمتم لا تعرفون معنى التقدير
رحل و اختفى عن الأنظار
و ما انفك الببغاء يردد شعار
التقدير التقدير التقدير التقدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق