علمني كيفَ أهواهُ بعمقْ ثمَ ذهبْ
تركَ بخافقي لهيبُ نارٍ بألفِ عطبْ
و كأني كنتُ لعبتهُ راحَ يلهو بحالي
فرمى بالفؤادَ سهامَ الفراقِ و نهبْ
بخناجرِ الغدرِ راحَ بجسدي يرهقني
فضاعَ مني البقاءُ و الأسمُ و النسبْ
حملتهُ بألفِ حلمٍ حينَ أدمنتهُ بدمي
فدارَ الحلمُ بالخيبةِ منكسراً بالعجبْ
أكانَ شيطانً فجاءني بشكلُ النبي
أم أنا كنتُ كجاهلٍ أحمقٍ في الرَكبْ
فأحببتهُ حتى ساقني الهوى لعناقهِ
و شهقتُ بطعمِ الراحِ يومَ النهدُ رَحبْ
فرِحً كنتُ معهُ أُعانقُ واحةُ الياسمينِ
كالصبي السعيد يمرحُ بوقتهِ بين اللُعبْ
و اليومُ الأسودُ مالهُ لا يفارقني
و هذا العناءُ لما بقيَ يحشدُ الكربْ
أهي الحسدُ أصابتنا فتباعدنا كالغرباءِ
حتى رحتُ أشقُ بالدمعِ الذي إنسكبْ
بحورٌ من وجعُ الألمِ رحتُ أجولهُ
و السيفُ بطعنهِ بالظهرِ كم دارَ و ثقبْ
ما حسبتُ بأني غيرُ مرغوبٍ برفقتهِ
فتعمدَ بالطعنِ المريرِ فأجهدَ و هربْ
فرحتُ خلفهُ أعدُ بأضرحةُ الأوجاعِ
و أدركتُ بالعمرِ كم هوَ عليَ قد كذبْ
يا جارحَ الفؤادِ لما قتلتني بهواكَ
بالغمامِ كسرتني و رحلتَ دونَ سببْ
هل أشكو من خللِ الزمانِ و أبكي
أم أرضى بحكمِ القدرِ و ما وهبْ
إني أعوذُ بحالي للهِ و أشكو بكفرهِ
و لا أظنُ بعدلُ الإلهِ الحقُ قد رَسبْ
يا سارقَ الروح أين مودتي من جفاك
نصفي تلَفٌ و الثاني خاضهُ الشَحبْ
علتي مقسومٌ بين الوجعِ و الأرقِ
كحالُ الغريقِ يصارعُ موتهُ في الخربْ
فكلُ الشُعر من أجلهِ يكتبني وحيٌ
و الحرفُ قاتلٌ بسئمِ القوافي بالأدبْ
مالي أعدُ بألفُ قصيدةٍ تبرحني
أرنو بالجراحِ بسقوطي باللومِ و العتبْ
و قد دارني اليأسُ يهدُ بكلَ دروبي
كالمعتوهِ مرُ العلقمِ بوجعُ الكأسِ شرِبْ
إن كانَ للمقتولِ دارٌ من التُرابِ
فداري وجعُ الموتِ بفراقهِ و غلبْ
فويحٌ لزمني كم دارهُ الظلامُ بعلتهِ
و كم قاضني الغلُ بالنورِ راحَ حجبْ
و حسبي بالموحشاتِ بحالُ العمرِ
ضريحٌ بسريرُ الخذلانِ و الموتُ وجبْ
نهمتُ بذكرهِ بين جدرانِ الحرمانِ
بالقهرِ كسرني و راحَ يسلبُ مني الرُتبْ
يبارحُ كاللعينِ بقلبي و يحقرُ بمهادمي
كذابحٍ ماهرٍ راحَ يشدني لدارُ الغضبْ
فألهفُ لوصلهِ كلما داهمني الحنينُ
و إني لا أراهُ مني بطيفهِ يوماً إقتربْ
علمني كيفَ أُدْمِنُ بهواهُ و رحلْ
فغدا للبعيدِ راحلاً بالروحِ و كم ذهبْ
فيا أيها العمرُ الذليلُ بحبِ الراحلينَ
أينِ النجاةُ و كلُ الدروبِ صارتْ نكبْ
و إني قد كتبتُ بفراقهِ حزنَ ملحمتي
و أشرعتّ بمراكبِ الهزيمةٍ بقايا الشغبْ
حتى أوهمني الحزنُ بأني لعبةُ الهلاك
فأرنو حيناً مبعثرٌ و حيناً أسقطُ برهبْ
عجبي يا من سهى بالرحيلِ واهنٌ
كيفَ تبدلُ سافلٌ رخيص بالدهبْ
مصطفى محمد كبار
أبن عفرين ٢٠٢٤/٤/٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق