السبت، 6 أبريل 2024

هذا المساء بقلم جميل أحمد شريقي

هذا المساء
            ========
هذا المساءُ مُعكَّرُ الأجواءِ
          مستسلمٌ لقذائفِ الجبناءِ
تصطادُ اطفالاً تنامى حُبُّهُم 
         في أضلعِ الأجدادِ والآباءِ

هذا المساءٌ حكايةٌ لا تنتهي 
         من صرخةٍ من دمعةٍ وبكاءِ
من صيحةِ الثكلى تنادي من قضى 
            في حضنِها صمتاً بغيرِ ثُغاءِ

هذا المساءُ قصيدةٌ تُدمي الأُلى 
        عاشوا الحياةَ بروعةِ البُسَطاءِ
كُتِبَت بدمعِ العينِ بعضُ حروفِها
          وحروفُها الأخرى ببحرِ دماءِ

هذا المساءَ تجمَّعت آلامُنا 
            وشقاؤنا و مواجعُ الأدباءِ
وفراغُ بيتٍ من ضجيجِ صغارِهِ
           لتثورَ ريحُ الفتنةِ الهوجاءِ

هذا المساءُ يُثيرُ كلَّ قريحتي 
              ويثيرُ إنسانيتي وبكائي 
ويحارُ فكري واليراعَ فأمتطي 
       صهواتِ حزني مُثخَناً بدعائي

هذا المساءُ بهِ اعتصامُ مُعَذَّبٍ
           جَفَّت شِفاهُ مطالباً بالماءِ
فأتاهُ ردٌّ بالرصاصِ كأنّهُ
        طيرٌ يُصادُ قبيلَ شَمِّ هواءِ

كلُّ البلادِ حزينةْ وكئيبةٌ
           مملوءةٌ بمطامعٍ وغباءِ
والشعرُ فيها غالبٌ لكنّهُ
         هدفٌ لقنّاصٍ من الغرباءِ
الحزنُ مركبُنا وما من ساحلٍ
         نرسو بهِ فالكلُّ في إعياءِ
لكنَّ إيماناً يزورُ قلوبَنا 
       يُحيي التفاؤلَ بالغدِ المعطاءِ
========
د.جميل أحمد شريقي 
( تيسير البسيطة )
  سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

شفافية بقلم عبدالرحمن أمين المساوى

شفافية قوانين التدرج  طريقة لأسلوب ردكالي قديم بطريقة معاصرة نبتغي بها وجه الله لعل وعسى يكون المنطق أثره الإيجابي على عصبة الأمم وحكام العر...