_عبد خلف حمادة
________________
شمتَ الصديق بحالنا قبل العدو
لمَّا أحبتنا بمسعاهم بغوا
إنَّ التندر دأبهم في أمرنا
صرنا بهذا الحال والمنفى لهو
جاروا علينا جورةً ضعنا بها
لله أشكوا ظلمهم ماذا جنوا
هدوا بما اقترفوا جِلاد جسومنا
صار البلاءُ علامةً بكذا عضو
هل للغواني بالقتال درايةٌ
هُنْ بالغاتٌ للنهايةِ والشأو
بل طاعناتٌ كالحرابِ جفونهن
يرمينَ أربابَ البطولةِ من عُلُو
مستجلباتٌ للمنايا دائماً
من غيرِ أخطاءِ الرماية والسهو
لَفُنُونَهُنَّ من البراعةِ قلما
يرقى لها خصم ويدعى بالكفو
إنَّ التقلبَّ خِلةٌ في طبعهنْ
والماءُ لا يبقى لِمَن يحثو حُلُو
أعيينَ أصحابَ البلاغةِ والحجا
قد خاب شِعْرٌ في المقابلِ أو نحو
عجز البيانَ وأُحبطتْ ألوانهُ
ما كانَ نقلاً أو بناءً أو حشو
كم ضاعَ عقلٌ في متاهاتِ الهوى
فإذا تكذبني فعندكَ مَن مضوا
كم من دماءٍ في الأوانسِ أُهْرِّقَتْ
وَلَكَمْ حفاةٌ في الهواجرِ قد مشوا
إنَّ الرطابَ من الفواكهِ رأسُها
لو اصطدامُ النابِ منها بالعجو
و مُحَمَّدٌ في الدينِ أسنى مِلَّةٍ
بخلافِ مَن نهجَ التطرفَ والغُلُو
خُلقتْ من الضلعِ المَعُوْجَةِ أمنا
فبها ترفقْ يافتى وكنِ الرخو
إذا جهلتَ الطبعَ قد تشقى و قد
تُمضي الحياةَ مروضاً ذاتَ الفلو
ولأنها ميَّاسةُ حسبَ الهوا
في أغلبِ الأحيانِ قد تأبى الخَطُو
من يشتريها تزدري أثمانهُ
وَلَبَائِعٍ الودِّ تأتيهِ حَبُو
عجباً تعافُ النمرَ في عليائهِ
وتذوبُ أحياناً إذا نبحَ الجرو
تغفو بحضنِ مُخَنَّثٍ يلهو بها
وتفرُّ من كنفِ الكريمِ إلى العدو
وبها نفورٌ من سليمِ طَوِيَّةٍ
وتمزِّقُ الولهانَ شلواً معْ شلو
و تُقَطِّعُ الأحبال إن مُدَّتْ لها
مانفعُ حبلٍ لا يكونُ معَ الدلو
فالبابُ تغلقهُ بوجهِ المُبتغي
ولطالما فرشتْ لذي اللهو البهو
________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق