الثلاثاء، 25 يونيو 2024

صورة ثلاثية الأبعاد بقلم أسامة صبحي ناشي

((( صورة ثلاثية الأبعاد )))*

غريب أني أشعر بالقوة رغم التباعد ....
وغريب أن الفراق لم يعد يضر بل يساعد ....
وغريب أن الفؤاد في غيابك لا يعاني ولا يجاهد ....
وغريب أن سلطانك علي إختفي فلا هو آمر ولا سائد ....
وأنني لا أشكو من فقدك ولا أقول أن الحمل ثقيل وزائد ...
وأصبحت أنظر حين الأزمات لا للخسائر بل للفوائد ....
فلقد أصبحت جملة لا محل لها من الإعراب ....
فاعلها محذوف ومفعولها مستتر وفعلها جامد .....
فما كان بيننا كأم قضي وليدها وتظن أنه عائد ....

عجيب ما بك من طبيعة وفطرة وخصال ....
سلاسل وحلقات من ضحية وفريسة ....
ومذنب وبريء و ناصح ومستنير وبار وضال ....
تجتهدين بشراسة في ذبح الهوي ....
فتمثلين بجسدة وتكسرين عظامة وتقطعين الأوصال ....
لديك مواهب في بتر الآمال و قتل الوجدان .....
وتظنين أنك صواب في كل المراحل والأحوال .....
غريب أن يظن المرء أنه محق مهما جري ....
فلا تغيير ولا تبديل ولا تعديل ولا مجال .....
وكيف للعبد أن يحيا بلا نواقص علي التفصيل والإجمال ..
فالكل يحمل عيوب قبل المحاسن ....
وكيف أنت لا وهذا هو السؤال ....

نزعت هواك من قلبي بحنكة ومهارة .....
ولن تكن مفاجأة لي ولا دهشة .....
فقد كان لذلك ألف لافتة وإشارة .....
وتعلمين أني رجل كدولة .....
جوانبي محكومة بضوابط وإدارة .....
ولا أطلق مشاعري بشكل عشوائي .....
فكل فعل أصدرة مختوم علية مدون علي إستمارة ....

مارست علي ظلم لم أكن به أقبل .....
لا يفهمة من سمع وبه يجهل .....
وتدعين في حب وعشق .....
وكيف انهر أن يمر بمائة .....
وأمامة ألف جندل ....

أمسكت بيدي وأوصلتين إلي طريق مسدود ....
من يبدأ فيه بخطوة لا يمكن أن يرتد أو يعود ....
ولم أكن عليك مسؤلية ولا معضلة .....
فقد كان إقناعي بلا مشقة ولا مجهود ....
ثم عقدت علي محاكمة عاجلة .....
وأصدرت علي الإدانة دون سماع الشهود ....
ووثقت بشأني مذكرة وعريضة محكمة .....
وأحكمت فيها العقوبات والبنود .....
ثم تطرحت في الساحة أسئلة .....
ولم تقبلي عليها أي إجابات أو ردود ....

فشلت بشأني فشل زريع .....
تركت كل صغير .....
يشتري في خاصتي ويبيع ....
جعلت من شؤوني .....
ساحة يتآمر عليها الجميع ....
وأوجدت جبهة تعادلني ....
فكنت كما سودان ودعمها السريع ....
وحاولت بشتي الطرق إخضاعي ....
فلا يعجبك تكويني وسمتي ....
فلقد ألفت الشخص المطيع ....
ومهما كبر شأن صاحبك .....
يظل في عينك قاصر .....
يملأ جسد ضخم ....
ويحمل عقل الرضيع ....
لا تعجبين بفكر قوي عادل ...
بل تريدية شاة وسط القطيع ....

لا أتوقع منك عدل في شأني ولا حياد ....
فأنا أعرفك جيدا وبلغت منك الإعتياد .....
وحتي طاقتي نفذت ولم تبقي ......
فلا حاجة للكد والسعي والإجتهاد .....
ولو أن المشهد أصبح جدا سخيف .....
فكل يوم يظهر يكرر ويعاد .....
لكنه يأخد كل مرة قالب جديد ....
فشكل بدائي ونموذج متطور .....
وإطار متجدد وصورة ثلاثية الأبعاد ....
وكثيرا ما أفهم مغزي الخطوط ومعانيها ....
فهي ملتفة ومتشابكة كخيوط وعقد السجاد ....
وكم عجز اللسان عن سرد مظلمتة كاملة .....
وربما كان أبلغ منه لغة القلوب والأكباد .....
وإن أحاطت بالعبد شدائد كالجبال .....
فلا ضير فلدية قلب يناجي .....
ولسان يذكر وأيد مرفوعة لرب العباد .....

أسامة صبحي ناشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

مـن أنــا بقلمي أمينة موسى

مـن أنــا     ****  طفل أنا وكم طفلا مثلي حرم من الاسم والجنسية حرم من العلاج والخدمات الطبية من العلم والتعلم والتربية الكل يؤمن بحقوقي اعت...