قلب المحب لا يطيق الإنفصام
و لو إشتد الإختلاف و الخصام
إلا إن كان الود كاذبٱ مخادعٱ
تراه ينضب له معين الإهتمام
سرعان ما تنكشف طبيعة مكره
و يسقط قناع الرياء بالإحجام
و تكسر كؤوس الوصل الإنساني
من رهافتها ليس لها أي إلتحام
إن رقعناها يبدو مشهدها مزعجٱ
شروخها كأثر ثمالة من مدام
نشوة أنخاب الصداقة تضيع
تصبح بلا روح ببرودة أصنام
فالود مرهف بحساسية لا توصف
يرتجف لها القلب وتحرك المسام
والمخادع حبل كذبه جد قصير
في حلبة الوداد سريع الإنهزام
و قلب المحب الصدوق لؤلؤة
محارتها روح في مروج الوئام
فالصديق هدية من رب العالمين
وجب الشد على يديه بإحكام
أليس التعيس من لا صديق له
والأشد تعاسة ضيعه بين الأنام
حكمة خلدها الإمام علي بأثره
و موعظة الشريف بأعلى مقام
إن لطعم الصداقة حلاوة مذاق
فاقت عسل سوس و بلح الشام
لنا .في محمد و الصديق إسوة
نموذج للصداقة و لمسك الختام
الصداقة بالصدق تصلب آصرتها
لا يخترقها سهم صد أو حسام
من رمح الإفتراء لا تجزع أبدٱ
و من حسام أي شقاق لا تضام
إن الصديق مرآة للنفس مؤنسها
وقلب المحب مخلص على الدوام.
بقلم : د. عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق