الأحد، 9 يونيو 2024

غدر الزمان بقلم جرجس لفلوف

غدر الزمان.... 
اخبرني المساء ذات شتاء .سأموت وحيدا في تلك الصحراء
سألني الشتاء ذات مساء .كم نجمة زرعت في كبد السماء?كم زهرة سقيتها دموعا حمراء ?كم رداء نسجت من خيوط الضياء ?كم حجرا رفعت ليعلو البناء?
أجاب المساء ذات شتاء.ابتلع الليل النجم .ومات الزهر في الحقل .ومزقت الريح الرداء .وهدمت العاصفة البناء .فهل ذهب العمر هباء ?
اخبرني المساء ان قلبي مات ذات خريف بعد أن حلمت بقصر منيف مع أول قطرة مطر بعد أن أكل الصيف الربيع وهيكلي ذوى وراسي لوى وأصبحت كل خطوة مغامرة وانا لا أحب المقامرة
اخبرني الشتاء .سأرحل ويبكيني هو دموعا بيضاء ويقولون بعد الرحيل: كان هنا صورته كلماته هنا .جالسناه سامرناه صادقناه رحل عنا ولم نكن هنا.رحمه الله كان طيبا .ثمن الطيبة غاليا هذا قانون البشرية هكذا يموت الطيبون 
اخبرني المساء ذات صيف كي اعيش الشتاء يجب أن اخزن من حرارة الصيف دفئا.لكنني كطفل بريء بعثرت الدفء بعثرت حنطتي وزيتوني.احلامي وكهفي الذي حفرته بيدي وها أنا ارحل وحيدا تاركا جنة نبتت فيها بزوري وبرعمت وازهرت واثمرت ونضجت ثمارها والشتاء يهددني بالرحيل 
أخبرت المساء ذات شتاء.ساموت وحيدا كما ولدت وحيدا وهذه سنة الحياة .عندما كانت ضلوعي جسرا عبروه عند الصبح خفافا وعند الظهيرة أفواجا وعند المغيب رحل باني الجسر إلى غربة طويلة  
كم شربت من خوابي الصبر وكم صرفت من العمر شقاء وكم وكم كان الزمان خائنا يحمل الغدر على أكتافه ليرميني به في خريف عمري  
جرجس لفلوف سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...