الاثنين، 10 يونيو 2024

الرضا والقناعة بقلم فتيحة المسعودي

الرضا والقناعة

يتخيل لنا احيانا أن الحياة عبارة عن أشياء وهمية ،أشياء تافهة ، لا شيء ، فيها أفضل من شيء، ولا فكرة أحسن من فكرة ، الكل تافه .. الكل خيال.. هوس .
لأسف الشديد يبقينا هذا السخط داخل قبو من الظلام .. من اليأس والإحباط .. حائرين في دوامة مابين الصواب والخطأ.. مابين اليأس والأمل.. تراودنا أفكار وأفكار.
كيف نعيش الحياة ونحن سعداء.
كيف ؟؟.
بدون تعب .. دون ألم ..دون عناء .
الم نكن نستحق حياة أفضل؟.. حياة اهدأ؟.
لماذا نمر دائما من مواقف حاسمة.. مواقف قاتلة.. نسعى دائما لشيء مجهول ، دونه تبقى حياتنا غير مكتملة ، نربط أمانينا بأشياء نظن انها لن تتحقق ، حتى وإن تحققت تظهر لنا تعاسة أخرى .
ويبقى السؤال مطروح دائما ، كيف نرضى بما هو متاح لنا ؟.. كيف نحظى بحياة تعطي لكل ذي حق حقه ،؟.. حياة عادلة ، تعوضنا كل الخسائر .. تعيد لنا الغائب ..تنصف المظلوم .. تعاقب الظالم .
اذا فكرنا اكثر واكثر واتجهنا نحو الجانب الصحيح ، الجانب الإيجابي ، سوف نحصل على الإيجابة المقنعة الاجابة التي يبحث عنها الكل، التي تلتف حولنا ولا نراها.
لكثرة اليأس وفقدان الأمل لم تعد بصيرتنا ترى غير الضباب المتراكم الذي يحجب عنا كل الحقيقة ، الحقيقة التي تصرخ وتقول هاأنا ذا قريبة منكم .. بل أوجد بداخلكم كيف تهتم عني وتماديتم في البحث ؟ حتى اصبحتم في قمة التوهان .
اعرفكم بنفسي لعلكم تبصرونني وتعرفون من أكون .
أنا الرضا التااام !.
الرضا والقناعة !.
السعادة شعور داخلي يتمثل في الرضا ، كثير من الناس يمضين عمرهم وهم يظنون أن السعادة محصورة على شريحة معينة فيمضي العمر دون أن يدركو أن تصرفاتهم وسلوكاتهم الخاطئة هي التي حرمتهم من السعادة والحياة الجميلة .
فقلة الرضا تدفع الى التذمر والتذمر المستمر يحول الحياة الى مرارة وجحيم لا يطاق .
إضافة الى الإفراط في العمل العمل يضمن لنا تحقيق الإستقرار المادي ، الا انه لا يجوز أن يتحول الى هوس وان نعمل طول الوقت ليلا نهارا فهذا سيحرمنا متعة الإستمتاع بالحياة ويعرضنا للإصابة بأمراض نفسية ، فنحرم على أثرها من مشاعر السعادة .
لا شيء يستطيع أن يخرجنا من هذه الدوامة إلا الرضا التام .. الرضا بما قسمه الله لنا .
وهذا هو منطق القرآن الكريم ( فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين ).
اذ كنا راغبين في السعادة الحقيقية والحياة الجميلة ، فيجب علينا أن نرضى بصورنا التي ركبنا الله فيها ونرضى بوضعنا الأسري ومستوى فهمنا ، فإذا رضينا بالقدر سنحس احساسا مباشرا بصفاء ارواحنا واشراقة قلوبنا.
اللهم ارزقنا الرضا والقناعة بما قسمت لنا في الدنيا فلا نغتر اذا اصابنا شيء من رزقها ولا نحزن ان فاتنا منها شيء واهدنا لما فيه رضاك وخيرنا .
فتيحة المسعودي
المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...