الأربعاء، 5 يونيو 2024

أدعيلي يا بيتر بقلم محمود عبد الفضيل

قصة قصيرة
أدعيلي يا بيتر
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
قرر بيتر الذهاب إلى مصر للعمل بها كمعلم للغة الأنجليزيه في أحدي مراكز اللغات الشهيرة وذات السمعة الطيبة في أحدي المناطق الراقية في مدينة الأسكندرية خاصة وقد أتخذ قراره بعد أن تم أحالته للمعاش في إنجلترا و أصبح دخله لا يتناسب مع متطلبات الحياه
بدأت صداقتي معه عندما كنت أزور المركز بصفه دائمة للألتحاق بدورات اللغة الإنجليزية
نظرا لطبيعة عملي التي تتطلب أجاده اللغة
و من خلال المحاضرات صارت صداقة بيني و بين بيتر نظرا لتفوقي في اللغة مقارنه بزملاء الكورس وسهوله التواصل معه و فهمه
ومن خلال صداقتي معه حكي لي شعوره بالوحدة و عدم قدرته علي التواصل مع المجتمع بسبب عائق اللغة و اختلاف الثقافة و العادات و التقاليد و أتفقت معه علي مساعدته في تحسين نطقه اللغة العربية التي بدأ في تعلمها نظرا لتواجده في مصر منذ سنتان
و كانت الاستفادة متبادلة خاصة أنني شعرت بتطور أيضا في اللغة الإنجليزية لتواجدي معه فترات كبيره مما جعلني أفهم لكنته بسرعة و أمدده لي بالكثير من الكتب التي ساعدتني في تحسين اللغة و أكتساب العديد من الكلمات و المصطلحات التي جعلتني أنطق الانجليزية كأحد أبنائها
ومن خلال مناقشاتنا علمت أنه يؤمن بوجود أله و لكنه بلا دين لم اهتم بذلك كثيرا خاصه أن معظم حديثنا كان في الثقافة و الفن و الأدب و العادات والتقاليد العربية و كنت أمده ببعض الكتب التي تساعده في فهم المجتمع و التواصل معه
و في رمضان أهديته كتاب عن الصوم حتي يفهم ما يدور حوله في رمضان و كيفيه الصوم و أهميته و انه فريضة هامة مثله مثل الصلاة
و في احدي ليالي رمضان طلب مني اللقاء بعد صلاه القيام و حددنا المكان بالقرب من منزله في كافيه صغير وبالفعل توجهت إلي الكافيه و معي السحور عيش طازج و جبن و فول و زبادي
و بمجرد ان جلست أخبرني برغبته في صوم يوم من رمضان كتجربة و تطبيق لما قرأه في الكتاب
هنا أقترحت عليه ان يصوم غدا و ان يتسحر معي اليوم في الكافية
رحب بذلك و تحمس و لكنه أشترط أن يدعوني الأفطار غدا في أحدي المطاعم الشهيرة
رحبت بدعوته و في اليوم التالي حاولت الأتصال به عده مرات طوال اليوم لمتابعه أخبار صيامه و لكن تليفونه مغلق
و لكن قبل المغرب بساعة اتصل بي يؤكد الدعوة و بالفعل توجهت إلي المطعم وجدته جالسا في ركن هادئ يتصفح الكتاب بعناية منتظرا وقت الإفطار
ألقيت عليه السلام و جلست أمامه و بعد برهه جاء النادل حاملا اطباق المقبلات و السلطات
تلاه نادل أخر يضع أمامي دجاجتان و امامه دجاجتان
نظرت بدهشة إلى الطاوله
و أخبرته أن هذه الوجبة ضخمه و كبيرة و لا يستطيع أي فرد ان يتناول دجاجتان بعد صيام تلك المدة
نظر إلي بأندهاش و قال عيبك إنك مش عارف قواعد الصيام كويس و كمان شكلك لم تقرأ كتاب الصيام اللي أنت أهديتوا لي
في جمله في الكتاب بتقول للصائم فرختان
ألم تعلم ذلك
نظرت إليه في دهشه و أجبته بأبتسامة انا فعلا أول مره اسمع عن موضوع الفراخ ده بس اللي انا متاكد منه ان حرام سب الديك
حينها تم رفع الأذان و بدأنا في تناول الطعام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

8)»المشاهير ووهم الشهرة«(8)» بقلم علوي القاضي

«(8)»المشاهير ووهم الشهرة«(8)» دراسة وتحليل : د/علوي القاضي. ... هالني وزاد إستياءي مارواه لي زميلي الأديب الطبيب عن رحلته لتسجيل إسمه كعضو ...