الأحد، 9 يونيو 2024

قَصَائِدُ الطَّيْرِ بقلم حمدان حمّودة الوصيّف

قَصَائِدُ الطَّيْرِ.. (من ذكريات الدّراسة، قبل 53 سنة).
رَتِّـلْ عَـلَـيَّ قَـصَـائِـدِي وَحَـنِيـنِـي
يَا طَيْـرُ، صُـمَّ النَّاسُ عَنْ تَلْحِينِي
رَتِّـلْ عَلَيَّ ، فَفِي غِـنَائِـكَ نَـفْـحَةٌ
تُنْـشِـي الـفُـؤَادِ ونَـغْـمَةٌ تُـحْيِـينِي
قَدْ صُـمَّ أَصْـحَابِـي ورَانَ عَلَيْـهِمُ
صَمْتُ القُـبُورِ، فَلَا خَلِيلَ يَعِينِي
وَتَـفَـرَّقُـوا أَيْـدِي سَـبَـا، فَكَـأَنَّـمَـا
خَـمْـرُ الفُـؤَادِ أَمَـاتَـهُـمْ فِي الـحِينِ
وَكَـأَنَّــمَـا لَـــفْــظِـي رَمَـاهُــمْ مَــرَّةً
بِالـجَـهْـلِ، فَارْبَـدُّوا إِزَا تَـلْـقِـينِي
وَكَأَنَّ أَبْيَـاتِي صُـخُورٌ دُحْرِجَتْ
وَعَلَى نُـهَـاهُـمْ سُلِّطَتْ، تَرْثِينِي.
هَا فِي نَشِيدِكَ جِئْتُ أَدْفِنُ مُهْجَةً
وَحُــثَـالَـةً مِــنْ عَـالَـمٍ مَـمْـحُــونِ...
مَا بَيْنَ عُشِّكَ والـزُّهُـورِ تَـنَاثَـرَتْ
زَفَـرَاتِيَ الـحَـرَّى وَخَـمْــرَةُ عَـيْـــنِـي
هَا فَوْقَ مَسْرَحِكَ النَّضِيرِ قَدِ ارْتَمَى
جِـسْمِي الـمُحَـطَّـمُ وَاهِيَ الـمَكْنُـونِ
نَبَذَتْ عُقُولُ النَّاسِ لَيْلَـى* خَاطِرِي
وَبَـدَوْا سُكَـارَى، بَـيْـنَـهُـمْ، بِـجُنُونِ
وأَرَاقَ بَـــعْـضُـهُـمُ كُــؤُوسًـا جَـمَّــةً
قَـدْ أُتْـرِعَـتْ قَـدَّمْـتُـهَا، وَقَـلَـوْنِي
فَـتَـعَـالَ نَسْكَـرْ بِـالـهُـيَامِ فَـإِنَّـنِي
زُرْتُ الرِّيَاضَ بِأَكْؤُسِي وفُنُونِي.
ضَـاقَ الـفُـؤَادُ بِـسِـرِّهِ فَتَـغَنَّ لِي
عَـلَّ الـغِــنَـاءَ بِـنَـفْـحَـةٍ يُـسْلِـيـنِي
وَتَعَالَ أَسْكُبْ عِنْدَ سَمْعِكَ قِصَّتِي
عَـلَّ الــهُـمُـومَ يُــذِيــبُـهَا تَـفْـنِيـنِـي.
عَـلَّـلْتُ نَـفْسِي بِالعَـزَاءِ، فَلَمْ يَجِدْ
نَــفَــسُ الـعَـزَاءِ طَرِيـقَهُ لِشُجُونِي
ونَـفَـخْتُ فِي نَارِ الغَرَامِ فَلَمْ أَجِدْ
إِلَّا رَمَـادًا بَـارِدًا يُــؤْسِـيـنِي...
وَرَمَيْتُ لِلْأَجْـرَامِ، لَيْلًا، زَفْرَتِي
فَـتَـرَنَّـحَتْ وَكَـأَنَّـهَــا تَـشْكُـونـِي.
سَـلْ عَنِّـيَ الأَجْوَاءَ إِذْ تَـلْـهُـو بِـهَا
وَتَــهِـيـمُ فِــيــهَا لَـوْعَـتِي وحَـنِـيـنِـي
سَـلْ عَنِّيَ الزَّهْـرَ الّذِي قَـرَّتْ بِهِ
عَـيْـنُ الـوَرَى وَلَـثَـمْـتَـهُ مِنْ حِينِ.
سَلْ عَنِّيَ الغُصْنَ الّذِي تَشْدُو لَهُ
وَسَلِ الـرِّيَـاضَ وَزَهْرَةَ النِّسْـرِينِ
يُـخْبِرْنَ أَنِّي قَدْ أَسْلْتُ حُشَاشَتِي
سَكَـرًا لَـهُـنَّ سَكَـبْـتُـهُ مِنْ عَيْنِـي.

آهٍ، وَدَاعًـا، قَدْ شَكَتْنِي عَـقْرَبٌ
فِي سَاعَـتِـي، دَوَرَانُهَا، يَحْدُونِي
هَا قَدْ تَرَكْتُ عَلَى فِنَـائِكَ قِطْـعَةً
مِنْ شَـجْوَتِي لِتُـعِيدَهَا مِنْ دُونِي
وَسَكَبْتُ فِي تَاجِ الــزُّهُورِ مُدَامَةً
مِنْ خَاطِرِي، فَاشْرَبْ، فَذَاك جُنُونِي.
لَيْلَـى*: نَشْوَةُ الخَمْرِ وابْتِدَاءُ السُّكْرِ.
حمدان حمّودة الوصيّف. .. تونس.
خواطر: ديوان الجدّ والهزل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...