تبكي الطفولةُ في مهدِ السلامِ
وصدى بكاؤها أوجعَ السماءَ
واهتزت لهول مصابها أصقاعُ الأرضْ
عيونٌ بريئةٌ أدمى مُقلَها الحزنُ
ولفحت وجوهها الجميلةَ نارُ الحربِ
وعصفت بقلوبها البريئةِ رياحُ الحقدْ
سلامٌ وألفُ سلامٍ يُبعث لها
من قلوبٍ كسرت هيبةَ عدوٍ
ماعرفَ يوماً للسلامٍ دربْ
وما ارتضوا يوماً الذلَ والهوانَ
ولا وهن لإرادتهم عزمْ .
سلامٌ لملائكةٍ هجرت أرضها
هرباً من بطشِ عدوٍ غاشمٍ
غادرٍ لا يصونُ مثياقاً
ولا يراعي عرفاً ولا أقامَ يوماً
لقانونٍ دولي وإنساني عرشْ
ولاحفظَ عهدَ الله ولا راعى
وداً ولا سنةً لعبدْ .
فاحتمت بخيمةِ الإنسانيةِ
طلباً للسلمِ فلا نالت عوناً ولا
حطَ طائرُ السلامِ لها بأرضْ
فرت من مكانٍ لمكانٍ
فلم تحظ بأمنٍ ولا عرفت
جفونُها طعمَ النومْ .
ولا نالت زاداً ولا ارتوت
من نبعِ الحبِْ
وما عرفت طريقاً للسلامِ
منذُ أن اجتاحَ أرضهم
أولادُ الأفاعي ودعمهم
قطعانُ ذئابِ الغربْ .
فملأت أشلاؤهم الطاهرةُ
الأرجاءَ وأغرقَ نهرُ
دماءهم الأرضْ .
وهوى طائرُ السلامِ
صريعاً من بطشِ الأعداءِ
وخيانةِ إخوةِ الترابِ
ونارِ الغدرْ .
* * * * * * * * *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق