الثلاثاء، 25 يونيو 2024

فارس الشجره ج٧ بقلم محمد يوسف

روايتي فارس الشجره lord of the tree ...... الجزء السابع ....... فقالت لها كارلا أمرك يا مولاتي ثم سارت بجوارها داخل بهو القصر وهي تهمس في نفسها وتقول يالا حظ مولاتي بل يالا حظنا جميعا ليته تأخر قليلا أو حتي ليته لم يأتي من أساسه واستمرتا معا في سيرهما الاميره اليزبث وبجوارها وصيفتها المقربه كارلا والاخيره منشغله في همسها مع نفسها حتى وصلتا معا إلي مقدمه القصر وقبل أن تهبطا درجات سلالمه الخارجيه المرخمه العاليه انتبهت كارلا علي صوت اميرتها اليزبث لما استوقفتها وهي تقول اذهبي انتي إليهم عند الموكب واخبري الأمير شارل ان يلحق بي عند بحيره المياه العزبه الخلفيه لاني وقبل أن نخرج سوف اتفقد حديقة القصر لاطلع بنفسي علي مستوي أداء العاملين المسؤولين عن الاعتناء بها فقالت لها كارلا أمرك يا مولاتي وذهبت مسرعه لتنفيذ أمرها ولما انصرفت كارلا تحركت الاميره في إتجاه آخر من سلالم القصر ثم نزلت منها وأخذت تتريض في حديقته المتراميه الأطراف ذات المروج الخضراء آلتي يحفها الكثير من أشجار الفاكهة متعددة الأنواع وأيضا الكثير من أشجار الورود ذات الروائح الزكية والأزهار ذات الألوان الجميلة الزاهيه يتخلل كل ذلك العديد من البحيرات ذات المياه الزرقاء العزبه الصافيه ناهيكم عن الأشجار المهذبه ذات الأشكال المتعدده ولما اطمانت الاميره اليزبث بنفسها علي جوده العمل بحديقة القصر ومهاره العاملين فيها كانت قد وصلت إلى بحيرة المياه العزبه الخلفيه ووجدت إبن عمها الأمير شارل في انتظارها فتوجهت إليه مباشرة وتبادلا معا كلمات التحيه التي لم تخلو من عبارات الغزل المبالغ فيه من جانب الأمير شارل والذي جعل ابنت عمه الاميره اليزبث تنشغل عنه بالنظر بعيدا في محاوله لرؤيه أطراف أشجار الغابه البعيده خارج القصر. ثم انتبهت علي صوته يقول لقد علمت من أحد الفرسان بأنكم سوف تخرجون مجدداً هذا الصباح للتريض في الغابه وقد فكرت في أن اصحبكم ما رأيك يا عزيزتي فنظرت إليه الاميره اليزبث قبل أن تقول له علي غير رغبة منها علي الرحب والسعه أيها الأمير هي بنا فالموكب جاهز بانتظارنا وتحركا سويا باتجاه موكب النزهه والاميرة شارده بفكرها وقد سبقت به الموكب إلي غابتها البعيده حتي انها لم تبادل الأمير شارل أي تفاعل أو حوار حاول أن يبداه معها دون جدوى حتى وصلا معا إلي عربات الموكب حيث ركب الأمير شارل مع الاميره اليزبث في عربتها وركبت معهما وصيفتها المقربه كارلا. وركبن باقي الوصيفات في عربه أخري وتحرك الموكب يتقدمه الحرس وقاءدهم على خيولهم وكذا بقيه الحرس من الخلف والاجناب وأخذ الموكب طريقه في دروب الحديقة مترامية الأطراف معبده الطرق والمدقات إلي أن خرج من البوابه الاماميه للقصر وسط تحيه من حرس البوابه للاميره اليزبث وردها لهم من جانبها ثم أخذ الموكب طريقه خارج القصر إلى الغابه العميقه حيث التريض والنزهه وكوخ الاميره وأثناء السير انتبهت الاخيره الي صوت الأمير شارل يقول لها لقد علمت بانكم قد خرجتم بالأمس للتريض فلماذا تخرجين اليوم أيضا علي غير عادتك فردت عليه الاميره بنبره ملكيه حازمه وقالت له هل تراقبني أيها الأمير. فتلعثم الأخير من جديتها في الكلام إلا أنه تماسك قائلا بغطرسته المعهوده انتي إبنه عمي وغدا سوف تكونين زوجتي فمن حقي أن أعرف كل أخبارك فحدقت فيه الاميره ودون أن تنتبه لحده حديثها معه قالت له مهما يكن ما قلته الآن فإنه لا يعطيك الحق في مراقبه الاميره أيها الأمير وقد اذداد الوضع توترا بينهما بعد أن اذداد الحديث سخونه وكارلا تشاهد وتسمع منتشيه في صمت مطبق وقد اعجبتها ردود الاميره المقتضبه علي ابن عمها الأمير شارل الذي ظل صامتا يتلقي ما تلقيه عليه رعونته المفرطه التي جعلت الاميره تقول له ثم انك لن تتزوجني كما تقول حتي تفوز في مباراه المبارزه التي سيقيمها والدي جلالة الملك مع أمراء الأقاليم المتقدمين لخطبتي فهل انت مستعد لها أيها الأمير فشعر شارل بغصه في حلقه وتأخر في الاجابه علي سؤالها وكأنه لايجد ما يقوله إلى أن هداه أو دهاه عقله ليقول لها لا تشغلي بالك بهذا الأمر فأنا سوف أتصرف حياله فابتسمت له الاميره ابتسامه ساخره قبل تحدق فيه وهي تقول كنت اتمنى أيها الأمير أن تقول بأنك سوف تتدرب وتتمرن لكي تفوز بجداره ولكن لا بأس فهذا شأنك ثم حدقت في وجهه قبل أن تكمل قولها هيا أيها الأمير شاهد من النافذه جمال الطريق الى الغابه و لا تشغلني أكثر من ذلك عن مشاهدته أنا أيضا ثم اشاحت عنه بوجهها لتنظر من نافذة عربتها الي الطريق المليء بالأشجار الضخمه العاليه وأخذت تتأمل معالم الغابه شارده بذهنها قليلا أو كثيراً قبل أن تعود من شرودها وتهمس في نفسها وتقول كم أصبحت أراها جميله الطريق الي الغابه ولكن كم هي طويله مسافتها أيضا وكأني اراها لأول مره وامامها وصيفتها كارلا تهمس في نفسها أيضا وتقول تري ما الذي يخباه لكي القدر يا مولاتي ثم انتبهت كارلا من همسها علي صوت الاميره تحدث الأمير شارل وتقول له سوف أخبرك لماذا خرجت للتريض اليوم أيضا رغم خروجي بالأمس حتى نقطع بالحديث هذه المسافه التي طالت اليوم علي غير عادتها وحكت له ما حدث معها بالأمس وكيف قام فارس الشجره الماهر الخجول بإنقاذ قطتها المدلله لما كادت أن تضيع بين مخالب النسر الجارح وكيف أنها وعدت بمكافاه من ينقذها وأنها ذاهبه إليه اليوم عند شجرته الكبيرة لكي تفي له بوعدها فقلل شارل من شأن ما قام به فارس الشجره وقال لها إن ما قام به إنما هوا من صميم عمله وأنه لا يستحق عليه أى مكافاه وأنه يمكنها أن توفر هذه الأموال إن أحبت فنظرت إليه الاميره باستياء قبل أن تقول له لقد أعطيت وعدي بأن من ينقذها سوف أعطيه ما يريد والأمراء لا يحنثون في وعودهم أليس كذلك أيها الأمير فشعر شارل بحنق شديد لهزيمته أمام قوة حجتها وقال لها متداركا موقفه حسنا إذن عندما نصل ابعثي إليه بعطيته مع احدي وصيفاتك ولا تذهبي إليه بنفسك أليس هذا هوا تصرف الأمراء أيتها الاميره وقد اقنعها بكلامه علي غير رغبتها لتقول له أما عن هذا فلا بأس به. وكارلا تتابع ما يدور بحنق شديد وتكاد أن تموت غيظا لتاكدها من أن اميرتها قد وافقت علي كلام شارل علي غير ما ترغب وقد ذاد من حنقها أن اميرتها حتي لم تلتفت إلي نظراتها وهي تحاول أن تثنيها عن مقترح شارل. وقد استمر الموكب في طريقه إلي وجهته المعده سلفا بالغابه لاستقبال الاميره وهي تتلقي التحيه من نافذتها وتردها لكل من يصادفها من بعض رعاياها من القرويين الذين يعيشون على أطراف الغابه حتي بدأ الموكب في الغوص تدريجياً في أعماقها المثيره وقد حاول شارل فتح حوار جديد مع الاميره لما قال لها انا لا أعرف ما الذي يعجبك في هذه الغابه الخطره فقالت له أليست جميله وراءعه ألا تراها كذلك فقال لها أجل ولكنها علي قدر جمالها هذا فهي أيضا قد تكون في منتهي الخطوره فهزت الاميره رأسها يمينا ويساراً ثم قالت له كل هذا الحرس أمامنا وخلفنا وعلي الاجناب وتشعر بالخطوره أيها الأمير ولما لم يجد شارل ما يقوله أو يعقب به علي كلامها اشاحت عنه بوجهها مجدداً وعادت لتسرح بنظرها من نافذتها حتي وصل موكبهم إلي مكانهم المنشود وكوخ الاميره في قلب الغابه العميقه فنزلو جميعا من عربات الموكب وقلب الأميره يكاد أن يسبقها الي المكان الذي توجد فيه الشجره الكبيره حتي أنها تعجلت وقالت لكارلا هيا اجمعي الوصيفات لنتريض بجوار قنوات المياه العزبه فابتسمت لها كارلا ابتسامتها الماكره المعهوده وقالت لها أمرك يا مولاتي ثم نظرت كارلا إلى الأمير شارل الذى ولي وجهه باتجاه الكوخ فور نزوله وقالت له بنفس مكرها وانت يا مولاي الن تتريض معنا فالتفت إليها شارل وقال لها باقتضاب لا اذهبو انتم وسانتظركم أنا في الكوخ حتي تنتهو من لهوكم الأمر الذي جعل كارلا تكاد أن تطير من السعاده. فجمعت الوصيفات وحتي بعض الحراس وتبعت مولاتها حتي وصلو الي مجري المياه بالقرب من الشجره ألتي تعودت أن تري الاميره فارسها الماهر خلفها أو بجوارها باستمرار ولكن المفاجاه هذه المره وهذا اليوم لم تكن ساره إذ لم يكن الفارس موجودا في مكانه وخلف شجرته كما تعودت الاميره ووصيفتها كارلا أن ترياه وقد ظهر الوجوم والحزن علي وجه الاميره حتي طال شرودها وكأنها تشارك الشجره الكبيره حزنها وانكسار أملها لغياب فارسها ورفيق ظلها وظلت الاميره علي ما هي عليه من انشغال الفكر والبال لمده من الزمن قبل أن تنقذها كارلا مما هي فيه و أخذت تقول لها لا تقلقي يا مولاتي ربما يكون قد تأخر لسبب ما وقد يأتي قريبا فما يزال الوقت مبكرا فقالت لها الأميره لا يا كارلا قلبي يحدثني ثم تلعثمت قبل أن تعود وتقول أقصد أعتقد أنه لن يأتي اليوم فلم يحدث قبل ذلك أن وصلنا إلي هنا قبله بل كنا وكلما أتينا دائما ما كنا نجده قد سبقنا ووقف خلف شجرته تلك التي احزنها غيابه مثلنا ثم انتبهت الاميره علي صوت الأمير شارل لما فاجاهما بحضوره وهو يقول أين ذلك الحارس الذي حدثتيني عنه ولما لم يحسن شارل كعادته إختيار وقت حضوره أو حتي ما يقوله لم تعيره الاميره أي إهتمام ولما رأت كارلا من اميرتها ذلك أجابت عنها وقالت له إن الفارس الماهر لم يأتي اليوم يا مولاي فقال لها الأخير دون أن ينظر إليها حسنا فعل ولما انتهي من كلامه نظرت إليه الاميره باستياء شديد ثم ولت عنه بنظرها إلي وصيفتها كارلا قبل أن تقول بحنق أشد هيا بنا سوف نعود الآن إلي القصر ثم ولت باتجاه كوخها وتحركت مسرعه نحو عربتها وتبعنها الوصيفات والحراس حتي ركبو جميعهم عرباتهم ثم تبعهم الأمير شارل وركب عربه الاميره وأخذ مكانه إلي جوارها قبل أن يقول لها الن نبقي لبعض الوقت حتي نرتاح قليلا من عناء الطريق فردت عليه الاميره باقتضاب وقالت له انت تعرف أيها الأمير أننا لم نأتي إلي هنا للهو ولا حتي للراحه وتعرف ما جئنا من أجله ولما لم نجده فلا داعي لبقاءنا والافضل أن نعود حتي لا تشعر بمذيد من الخطوره وقد أدرك شارل من حدتها في الكلام بأنه لا داعي لمذيد من الكلام فلزم الصمت قبل أن يتحرك الموكب عائدا من حيث اتي إلى القصر الملكي ....... مع أطيب تحياتي العقيد محمد يوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

مـن أنــا بقلمي أمينة موسى

مـن أنــا     ****  طفل أنا وكم طفلا مثلي حرم من الاسم والجنسية حرم من العلاج والخدمات الطبية من العلم والتعلم والتربية الكل يؤمن بحقوقي اعت...